تونس والسبعينات: تجربة صاروخية و طموح نووي أُجهض

مرجان 701... أول صاروخ تونسي بعد الاستقلال

في سبعينات القرن الماضي، دخلت تونس مرحلة علمية واعدة وغير مسبوقة، حيث أجرت تجربة لإطلاق أول صاروخ تونسي محلي الصنع حمل اسم “مرجان 701”، وهو صاروخ اختباري ضم مجموعة من التجارب العلمية، تبعه تطوير نموذج آخر هو مرجان 711، في تجربة جسّدت طموحًا علميًا نادرًا في المنطقة.

الجيش التونسي في قلب المشروع
تم تصنيع الصواريخ من قِبل الجيش التونسي، وكانت هذه الخطوات تُعدّ آنذاك نقلة نوعية في مجال البحث والتطوير، في وقت لم تكن فيه بلدان عديدة قد بلغت هذا المستوى من التقدم التقني.

طموح نووي مبكر… وإغلاق غامض للمؤسسات العلمية
إلى جانب البرامج الصاروخية، امتلكت تونس خلال تلك الفترة مركزًا متكاملًا للبحوث النووية، وكانت بحسب تصريحات الدكتور بشير التركي، أحد أبرز علماء الذرة التونسيين، متقدمة نوويًا على العديد من الدول في محيطها.

الدكتور التركي، الذي ترأس في 1969 اجتماع المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد قبل وفاته أن هذا الطموح العلمي أُحبط بفعل أوامر خارجية، تسببت في إغلاق المركز النووي وكافة المؤسسات العلمية المرتبطة به.

تجربة علمية ضاعت بين السياسة والتدخلات الخارجية
رغم هذه البداية الواعدة، فإن المشروع لم يُكتب له الاستمرار، بعد أن تم إغلاق المراكز البحثية وتجفيف منابع التطوير العلمي. وما زال مصير هذا الإرث العلمي مثار تساؤل لدى الباحثين والمهتمين بتاريخ البحث العلمي في تونس.

إرث منسيّ… وحلم قابل للاستعادة؟
تجربة “مرجان” ورصيد تونس في المجال النووي خلال السبعينات تمثل فصلًا مهمًا في التاريخ العلمي الوطني، يدفع نحو التفكير الجدي في استعادة هذا المسار، وسط دعوات لإعادة إحياء الطاقات البحثية الوطنية بعيدًا عن الضغوط السياسية والقيود الخارجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى