جراح تونسي يبتكر تركيبة ثورية لحماية العين… ويحصد براءات اختراع عالمية

في إنجاز علمي غير مسبوق، استطاع الجراح التونسي د. رؤوف الرقيق أن يُدخل اسمه بقوة إلى خارطة الابتكار الطبي العالمي، بعد تطويره تركيبة دوائية جديدة أثبتت فعاليتها في حماية الشبكية والخلايا العصبية البصرية، مما يفتح آفاقًا علاجية واعدة لعدد من أمراض العيون المستعصية.
اختراع بمقاربة جديدة
التركيبة الطبية التي ابتكرها د. الرقيق تقوم على دمج مكوّنين فعالين:
- راميبريل (Ramipril): دواء معروف كمثبط لإنزيم تحويل الأنجيوتنسين، يُستخدم عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
- حمض الفوليك (Folic Acid): فيتامين من مجموعة B، وله دور محوري في دعم صحة الأعصاب وتجديد الخلايا.
المميز في الابتكار أن التركيبة تُستخدم موضعيًا على العين، عبر قطرات أو محلول، بخلاف استخداماتها التقليدية عن طريق الفم. وقد بيّنت الأبحاث المصاحبة للبراءة أن هذا الدمج يعمل على حماية أنسجة الشبكية والعصب البصري من التلف، إلى جانب تحسين حدة الإبصار والمجال البصري، خاصة في أمراض مثل:
- الجلوكوما (الماء الأزرق)
- التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD)
- اعتلال الشبكية السكري
- التهاب الشبكية والمشيمية
- بعض حالات العمى الوراثي
براءات اختراع من خمس قارات
بدأت رحلة تسجيل الابتكار في 3 ديسمبر 2010 عبر نظام PCT الدولي، وهو ما مكّن المخترع من التقدّم للحصول على حماية قانونية في أكثر من دولة. ومن ثم توالت البراءات كما يلي:
- اليابان: حصلت التركيبة على براءة رقم JP5897592B2، نُشرت في 6 يونيو 2012.
- الولايات المتحدة: نُشرت تحت رقم US20130317036A1، قبل أن تتحوّل إلى براءة فعلية برقم US20150133455 بتاريخ 13 أكتوبر 2015.
- روسيا: تم تسجيل براءة رقم RU2602738C2 بنفس التسلسل الزمني.
- الصين وكندا: ضمن نفس سلسلة الطلبات الدولية.
هذا الانتشار الواسع يؤكد قيمة الابتكار، إذ إن نيل براءات اختراع في أنظمة صارمة مثل اليابان وأمريكا يعكس جديّة وقوة النتائج العلمية.
نهج علاجي جديد في طب العيون العصبي
تكمن قوة الابتكار في كونه يقدّم مقاربة علاجية جديدة لطب العيون، خاصة في مجال الأمراض العصبية البصرية. فبدلاً من الاقتصار على العمليات الجراحية أو المعالجات التقليدية، يقترح د. الرقيق حلاً دوائيًا غير جراحي، يُطبّق موضعيًا، ويعمل على تأخير أو وقف تدهور الأعصاب البصرية.
كما أن هذا الابتكار يفتح الباب أمام أبحاث إضافية لاستكشاف استخدام مثبطات ACE موضعيًا في الجهاز العصبي الطرفي والدماغ، وليس فقط في شبكية العين.
اعتراف دولي وتأثير محتمل في المستقبل
لا تقتصر أهمية براءات الاختراع على الجانب القانوني فقط، بل تؤكد أيضًا أن الابتكار اجتاز مراجعات علمية وتقنية صارمة في دول متقدمة. وهذا يُعد اعترافًا دوليًا بالكفاءة العلمية للدكتور الرقيق، وبدور الباحثين العرب في مجال الابتكار الطبي.
في ظل تزايد معدلات الإصابة بأمراض الشبكية والعصب البصري عالميًا، خاصة بسبب مرض السكري والشيخوخة، قد يكون هذا الابتكار بداية جيل جديد من العلاجات العينية الوقائية.
الدكتور رؤوف الرقيق لم يكتفِ بالتميز الجراحي، بل قدّم للعالم تركيبة دوائية غير مسبوقة تجمع بين الفعالية، البساطة، وسهولة الاستخدام. وبينما لا تزال خطوات تحويل الابتكار إلى منتج دوائي تجاري في بدايتها، فإن ما تحقق حتى الآن يُعد علامة فارقة في مسيرة البحث الطبي التونسي والعربي.