وطنية

فضيحة التوجيه الجامعي: وزير التعليم العالي يتعهد بإنصاف تلاميذ الكاف وفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات

تفاعلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سريعًا مع ما بات يُعرف إعلاميًا بـ”مظلمة التوجيه الجامعي”، والتي طالت 12 تلميذًا من ولاية الكاف، تمّ توجيههم إلى شعب جامعية لم يختاروها، رغم معدلاتهم المتميزة.

من أبرز المتضررين، التلميذ محمد العبيدي، المتحصل على معدل 18 من 20 في الدورة الرئيسية للباكالوريا، والذي صرّح أنه تلقى اتصالًا مباشرًا من وزير التعليم العالي، منذر بلعيد، أعلمه فيه بأنه سيتم إنصافه وتوجيهه إلى كلية الطب، مع فتح تحقيق فوري لتحديد المتسببين في هذا الخلل.

تلاعب في مراكز عمومية للإنترنت

ووفق مصدر رسمي من وزارة التعليم العالي، فإن التحقيقات الأولية كشفت عن تلاعب ببطاقات التوجيه من خلال مركز عمومي للإنترنت، حيث تم إدخال تغييرات على اختيارات التلاميذ دون علمهم. وقد تم تحديد مصدر التلاعب عبر العنوان الرقمي (IP) والتوقيت بدقة، ويتم حاليًا التنسيق مع وزارة تكنولوجيات الاتصال ووزارة التربية لتتبع المتورطين قانونيًا.

شهادات صادمة من المتضررين

  • جنان عبيدي: تفاجأت بتوجيهها إلى شعبة الموسيقى في قابس رغم أنها اختارت شعبة الاقتصاد.
  • مرام خميس: كانت رغبتها دراسة علوم التمريض فتم توجيهها إلى شعبة الفلسفة بالقيروان. وأكّدت أن اختياراتها قد تم تغييرها دون علمها.

خطوات فورية للتسوية والإنصاف

أفاد الوزير بأنه سيتم تسوية وضعيات التلاميذ حالة بحالة، طبقًا للمعدلات واختياراتهم الأصلية، كما شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات تأديبية وقضائية ضد كل من يثبت تورّطه في هذا التلاعب، الذي وصفه بـ”عمل تخريبي ممنهج” يهدف إلى التشويش على نزاهة منظومة التوجيه الجامعي.

دعم شعبي ورسمي

أثارت القضية موجة تضامن واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر التلميذ محمد العبيدي عن امتنانه لكل من سانده قائلًا:
“ما ضاع حق وراءه طالب… شكرا لكل من دعمني، وسأكون على قدر المسؤولية.”

أزمة ثقة في المنظومة

تطرح هذه الحادثة تساؤلات جدية حول سلامة المنظومة الرقمية للتوجيه الجامعي، وضرورة تعزيز الشفافية والمراقبة، خاصة في المراكز العمومية التي يلجأ إليها الكثير من التلاميذ في الجهات الداخلية.

الوزارة أكدت التزامها الكامل بإصلاح الخلل ومحاسبة المسؤولين، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات الرسمية التي من المنتظر أن تحدد المسؤوليات بدقة وتعيد الثقة في المنظومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى