عالمية

أسوأ أداء للدولار منذ 1973: ماذا يجري للعملة الأمريكية؟

شهد الدولار الأمريكي أسوأ أداء له في النصف الأول من عام منذ أكثر من نصف قرن، إذ فقد أكثر من 10.8% من قيمته مقابل سلة من العملات العالمية، في الفترة بين جانفي وجوان 2025، وهو التراجع الأسوأ منذ عام 1973.

 أسباب التدهور:

  1. سياسات ترامب الاقتصادية: الحرب التجارية وتصعيد الرسوم الجمركية على واردات معظم دول العالم، بما فيها الحلفاء، أثارت قلق المستثمرين.
  2. القلق من استقلالية الاحتياطي الفيدرالي: تدخلات ترامب وهجماته العلنية على البنك المركزي الأمريكي زادت من الشكوك بشأن الحوكمة النقدية.
  3. مشروع قانون الضرائب الجديد: يُتوقع أن يضيف تريليونات إلى الدين الفيدرالي، مما أضعف ثقة الأسواق في استدامة المالية الأمريكية.
  4. بيع مكثف للأصول الأمريكية: خاصة سندات الخزانة، ما رفع كلفة الاقتراض الحكومي وخفّض قيمة الدولار.
  5. خفض التوقعات الاقتصادية: منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خفّضت نمو أمريكا المتوقع لعام 2025 إلى 1.6%.

 مؤشرات مالية:

  • تراجع مؤشر الدولار بنسبة 10.8%.
  • مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” فقد أكثر من 5 تريليونات دولار خلال 3 أيام بعد إعلان الرسوم الجمركية.
  • الذهب بلغ مستويات قياسية، مدعوماً بشراء البنوك المركزية.
  • عائدات سندات الخزانة ارتفعت بعد موجة بيع جماعية.

 الدولار يفقد بريقه كملاذ آمن:

  • الدولار لطالما كان العملة الاحتياطية الأولى عالميًا، لكن سياسات ترامب جعلت الأصول الأمريكية أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب.
  • المستثمرون بدأوا تقليص تعرضهم للدولار لصالح الأورو، الين، وحتى الذهب.
  • موديز خفّضت التصنيف الائتماني لأمريكا في ماي، ما زاد من الضغط.

 التداعيات المحتملة:

داخل أمريكا:

  • تراجع في القدرة الشرائية.
  • احتمال خفض أسعار الفائدة من طرف الاحتياطي الفيدرالي.
  • ارتفاع كلفة الواردات، لكن قد يُقلّص العجز التجاري.

على الصعيد العالمي:

  • الدول النامية تستفيد من ضعف الدولار بسداد ديون أقل تكلفة.
  • أسعار السلع الأساسية ترتفع، مما يفيد مصدري المواد الأولية.
  • مزيد من التحوّل نحو تنويع الاحتياطيات العالمية بعيدًا عن الدولار.

 العملات الأخرى.. في صعود:

  • الأورو ارتفع بنسبة 13% مقابل الدولار، مدفوعًا بتراجع الثقة في الاقتصاد الأمريكي.
  • الأسواق الأوروبية شهدت ارتفاعًا في مؤشرات الأسهم، مستفيدة من تحوّل الأموال من الولايات المتحدة.
  • التضخم الأمريكي انخفض بشكل مفاجئ من 3% في جانفي إلى 2.3% في ماي.

 هل ينهار الدولار كعملة عالمية؟

الخبير الاقتصادي كارستن جونيوس يقول:

“لا يوجد تهديد وشيك للدولار كعملة احتياطية، لكننا قد نشهد مزيدًا من الضعف حتى نهاية 2025.”


الدولار الأمريكي في موقف هشّ. سياسات ترامب، وغياب وضوح اقتصادي، وتفاقم الدين العام، دفعت بالمستثمرين للابتعاد عن العملة الأمريكية. ومع استمرار الضبابية، قد لا يكون الأسوأ قد مرّ بعد، خاصة إن لم تُتخذ إجراءات حاسمة لاستعادة الثقة في الاقتصاد الأمريكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى