الطائرات العسكرية سلاح تونس الجديد ضد النيران

تتواصل المجهودات الوطنية لمجابهة موجة الحرائق التي تشهدها مناطق مختلفة من البلاد خلال صيف 2025، وسط تنسيق غير مسبوق بين وحدات الحماية المدنية، الجيش الوطني، ومصالح الغابات، بما مكّن من منع اتساع رقعة النيران وتقليص الخسائر البيئية.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم الحماية المدنية، اليوم الأربعاء 6 أوت 2025، على صفحته الرسمية بمنصة “فايسبوك”، أن أعوان الديوان الوطني للحماية المدنية قاموا بـ524 تدخلاً في غضون 24 ساعة فقط، من الساعة السادسة صباحًا من يوم 5 أوت إلى الساعة السادسة صباحًا من يوم 6 أوت.
وشملت هذه التدخلات 109 عمليات إطفاء حرائق في مناطق مختلفة من الجمهورية، في ظل درجات حرارة مرتفعة ورياح تساهم أحيانًا في تأجيج ألسنة اللهب.
وشهدت منطقة الدحارة من عمادة سيدي سعيد في معتمدية برقو (ولاية سليانة) يوم الأربعاء 23 جويلية الماضي اندلاع حريق هائل، حيث امتدّت ألسنة اللهب إلى عمادات مجاورة، مما استدعى تدخلًا واسع النطاق من طرف الحماية المدنية، وأعوان الغابات، ومصالح التنمية الفلاحية والتجهيز، بدعم جوي من طائرة تابعة للجيش الوطني.
وأكدت ولاية سليانة على صفحتها الرسمية أنه تم التنسيق الفوري مع ولايات القيروان، باجة وزغوان لتوفير تعزيزات إضافية للسيطرة على الحريق.
وفي سياق متصل، تدخّلت الطائرات العسكرية خلال الأسبوع الماضي في حريق جبل عين جمالة بولاية باجة، حيث لعب التدخل الجوي دورًا أساسيًا في الحد من توسّع الحريق وتجنب كارثة بيئية كانت وشيكة.
وتشير هذه المعطيات إلى نجاعة الخطة الوطنية الاستباقية في التعامل مع حرائق الغابات هذا العام، والتي تقوم على التدخل السريع والمبكر منذ لحظة اندلاع النيران، وهو ما جنّب البلاد حتى الآن حرائق كبرى كالتي شهدتها صيفيات السنوات الماضية.
وتُعد هذه الاستراتيجية ثمرة تنسيق محكم بين وزارات الدفاع، والداخلية، والفلاحة، بما يعزز القدرة الوطنية على التصدي لحرائق الغابات وتفادي الخسائر البشرية والمادية والبيئية.