الاقتصاد التونسي ينمو 3.2%… لكن التجارة الخارجية تشدّه من القميص

بينما انشغل التونسيون في صيف 2025 بحرارة الطقس وحرارة الأسعار، جاء المعهد الوطني للإحصاء ليخبرنا أن حرارة أخرى ارتفعت: حرارة النمو الاقتصادي.
فقد سجّل الاقتصاد التونسي نموًّا بنسبة 3.2% خلال الثلاثي الثاني من السنة، مقارنة بالفترة نفسها من 2024، وفق البيانات الرسمية الصادرة يوم الجمعة 15 أوت.
الأرقام تقول إن الناتج المحلي الإجمالي، بعد تنظيفه من “شوائب” التغيرات الموسمية، تحسّن أيضًا بنسبة 1.8% مقارنة بالثلاثي الأول من هذه السنة، ليكون الحصاد في السداسي الأول نموًّا إجماليًّا بـ 2.4%.
🔹 الطلب الداخلي: البطل الخفي
الطلب الداخلي – المكوّن من الاستهلاك والاستثمار – ارتفع بـ 3.3%، ليساهم وحده بـ 3.59 نقطة في نسبة النمو. بعبارة أخرى، التونسيون صرفوا أكثر، والشركات استثمرت أكثر… وهو ما حرّك عجلة الاقتصاد.
🔹 المبادلات الخارجية: الهدف في مرمانا
لكن، وكما يحدث في مباريات كرة القدم، هناك دائمًا من يسجّل في شباك فريقه. صافي المبادلات الخارجية ساهم سلبيًّا بـ 0.43 نقطة، حيث قفزت الصادرات بـ 9.6%، لكن الواردات لحقت بها بـ 8.9%… والنتيجة: الفارق لم يكن في صالحنا.
الخلاصة؟ الاقتصاد يتحرك إلى الأمام، لكن حقيبته مثقلة بالواردات. والسؤال الكبير: هل تكفي هذه النسبة لتغيير واقع المواطن الذي ما زال يشعر أن جيبه في “المنطقة الحمراء”؟