سامي المنسي في الولايات المتحدة: زيارة عمل استراتيجية لتعزيز الاقتصاد الأزرق والدبلوماسية التونسية

في زيارة عمل امتدت على مدار الأسبوع الماضي، قام الدكتور سامي المنسي بمجموعة من المحطات الأكاديمية والدبلوماسية والاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، لتسليط الضوء على فرص التعاون الدولي وتعزيز مكانة تونس في عدة مجالات استراتيجية.
انطلاقة أكاديمية في هارفارد
بدأت الزيارة يوم 1 أوت 2025 في كلية هارفارد للأعمال، حيث شارك السيد سامي المنسي في جلسات تعليمية وورش عمل مع أساتذة متميزين، ركزت على قيادة المشاريع الكبرى والدروس المستفادة من تجارب أمريكا وأمريكا اللاتينية. وقد أتاح هذا التفاعل مع بيئة أكاديمية مرموقة فرصة ثمينة لاكتساب رؤى حديثة يمكن تطبيقها على تونس في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تعزيز الاقتصاد الأزرق وإدارة البحار
أبرزت زيارة السيد سامي المنسي إلى نيو بيدفورد أهمية الاقتصاد الأزرق في تحويل المناطق الساحلية إلى مراكز للاستدامة والابتكار. ومع امتلاك تونس لما يقارب 1300 كيلومتر من السواحل، يبرز الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه حماية التنوع البيولوجي البحري، وتعزيز الصيد المستدام، وتنمية السياحة البيئية والتراثية، وتطوير طاقات محيطية متجددة، ودعم البحوث المناخية والساحلية. وقد شدد على أن الاقتصاد الأزرق ليس خيارًا بل ضرورة استراتيجية لتنمية تونس.
تمثيل تونس على الصعيد الدولي
في نيويورك، شرف السيد سامي المنسي بزيارة مقر الأمم المتحدة، حيث يمثل حضور تونس فرصة لإبراز مساهمتها في الحوار الدولي والقيادة الإقليمية. وقال إن التواجد في هذا الفضاء العالمي هو اعتراف بدور تونس ومكانتها، ويساهم في تعزيز الدبلوماسية التونسية على المستوى الدولي.
لقاءات اقتصادية واستراتيجية
لم تقتصر الزيارة على الجانب الأكاديمي والدبلوماسي، بل شملت لقاءات مع خبراء من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بالإضافة إلى مؤتمر حول “صندوق النقد والاقتصاد العالمي” قدمه أليخاندرو ويرنر، حيث تم مناقشة تحديات تونس ضمن الديناميات الاقتصادية العالمية. كما شارك السيد منسي في اجتماع رفيع المستوى في مجلس العلاقات الخارجية حول التعريفات الجمركية في عهد ترامب وتأثيراتها الجيوسياسية، مع التركيز على تونس ومكانتها الاستراتيجية.
تجربة شخصية وأمنية
شهدت زيارة السيد منسي لحظات صعبة بعد وقوع حادث إطلاق نار في تايمز سكوير بنيويورك، لكنه أكد أنه بخير ويقدر الدعم والاطمئنان من المحيطين به.
ختام أكاديمي ملهم
اختتمت زيارة السيد منسي في هارفارد بورشة حول “كيفية بناء مشاريع كبرى”، قدمتها البروفيسورة أليشا هولاند، حيث أثارت الجلسة نقاشات قيّمة حول فرص التنمية في الدول الناشئة، بما فيها تونس، قبل أن يقضي فترة هادئة في مكتبة بوسطن العامة، في لحظة من الاطلاع والصفاء الفكري.
تمثل هذه الزيارة نموذجًا للتفاعل بين الأكاديميا والدبلوماسية والاقتصاد، وفتح آفاقًا جديدة لتونس في مجال الاقتصاد الأزرق، وإبراز دورها في الحوار الدولي، وتعزيز فهمها للتحديات الاقتصادية العالمية. كما توفر التجربة فرصة لتطبيق أفضل الممارسات العالمية بما يخدم التنمية المستدامة ومصالح الدولة التونسية.