وطنية

نزل البحيرة بين الهدم والبناء: جدل الذاكرة والحداثة

أيقونة سبعينية على طريق الزوال

عاد نزل البحيرة، أو ما عُرف لدى التونسيين بـ”الهرم المقلوب”، إلى صدارة الجدل العام مع انطلاق أشغال هدمه بعد أكثر من عشرين عامًا من الغلق. المبنى الذي شكّل في السبعينات علامة جريئة في المعمار، تحوّل إلى هيكل مهجور يثير أسئلة حول جدوى الحفاظ عليه أو استبداله بمشروع جديد.

موقف المهندسين: لا يرقى إلى أثر تاريخي

عميد المهندسين التونسيين محسن الغرسي شدّد على أنّ المبنى لم يعد يواكب متطلبات السياحة الحديثة، ولا يمكن اعتباره أثرًا تاريخيًا باعتبار عمره القصير نسبيًا وكونه من تصميم معماري أجنبي. ودعا الغرسي إلى استثمار الموقع عبر مشروع ضخم يربط الأصالة بالحداثة، مقترحًا تنظيم مسابقة معمارية دولية تمنح العاصمة رمزية جديدة.

السلطات المحلية: مصدر إزعاج وخطر أمني

في المقابل، أوضح عضو المجلس المحلي بباب بحر معز بن عثمان أنّ النزل ظلّ مغلقًا منذ أكثر من عقدين وتحوّل إلى نقطة سوداء في قلب العاصمة، حتى استُغل في أنشطة غير قانونية. وأضاف أنّ تقارير الخبراء أثبتت عدم صلوحيته، وأن قرار الهدم تم وفق الإجراءات القانونية. كما كشف عن مشروع سياحي وتجاري جديد قدّم مستثمره مجسمًا أوليًا سيُعرض قريبًا، وسط وعود بخلق مئات مواطن الشغل.

بين ذاكرة الأمس ومشاريع الغد

افتُتح نزل البحيرة في السبعينات بواجهته المعمارية المعكوسة الفريدة، واحتضن مئات الغرف والوفود الرسمية والشخصيات العالمية. لكن إهماله الطويل أفقده مكانته ليصبح اليوم ساحة نقاش بين مَن يتمسك بذاكرة رمزية لحقبة مضت، ومَن يطمح إلى مشروع عصري يفتح صفحة جديدة في قلب العاصمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى