وطنية

الزقوقو بين صعوبة الاستخراج وجنون الأسعار

يُعتبر الزقوقو من المواد النادرة التي تثير الجدل في الأسواق، ليس فقط لجودته وخصوصية استعمالاته، بل أيضاً لأسعاره المشطة التي ترهق المستهلك. والحقيقة أن عملية استخراجه ليست بالسهولة التي قد يتصورها البعض؛ فهي تتطلب جهداً شاقاً وخبرة عالية، إذ يستخرج بصعوبة بالغة من ثمار دقيقة وحساسة، ما يجعل الحصول على كميات معتبرة منه أمراً يحتاج إلى وقت طويل ومجهود مضاعف.

لكن، ورغم مشروعية هذه الصعوبة كعامل من عوامل غلاء السعر، يظل السؤال مطروحاً: هل يبرر ذلك الأثمان الخيالية التي يصل إليها الزقوقو في الأسواق؟ المنطق يفرض أن يكون هناك هامش ربح معقول يراعي تعب الفلاحين والمستخرجين، لكن ما نراه عملياً هو تجاوز لهذا الحد، حيث تحولت الندرة إلى ذريعة للمضاربة والاستغلال، بدل أن تكون عاملاً لتحفيز تنظيم القطاع وتحسين طرق الإنتاج.

إن التوازن بين قيمة المنتج وجهد استخراجه من جهة، وبين القدرة الشرائية للمستهلك من جهة أخرى، يظل أمراً ملحاً. فالمعادلة العادلة لا تقوم على إثقال كاهل المستهلك باسم “صعوبة الاستخراج”، بل على خلق منظومة شفافة تضمن الجودة وتكافئ الجهد دون أن تتحول العملية إلى باب مفتوح للاحتكار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى