وطنية

تونس: آخر منازل قرى الأطفال “SOS” يغادر الأسوار نحو رحاب المجتمع

أكبر تحدٍّ إنساني ينجح بعد ثلاث سنوات من العمل

أعلنت الجمعية التونسية لقرى الأطفال “SOS” عن خروج آخر منزل بقرية المحرس من داخل أسوار القرى إلى قلب المجتمع، في خطوة تاريخية أنهت مرحلة الإيواء المؤسّساتي وفتحت صفحة جديدة في مسار إدماج الأطفال فاقدي السند العائلي.

مشروع وطني انطلق منذ 2022

وأكد رئيس الجمعية، محمد مقديش، في تصريح لـ”وات” اليوم الأحد 14 سبتمبر 2025، أن الجمعية نجحت في رفع أكبر تحدّ تبنّته منذ ثلاث سنوات، عبر مشروع وطني رائد يهدف إلى إنهاء الإيواء داخل القرى وتعويضه بتجربة الاندماج المجتمعي.

وأوضح مقديش أن هذه التجربة مكّنت من إدماج 71 منزلاً عائلياً في ولايات تونس الكبرى، وسوسة، ونابل، وسليانة، والمنستير، وصفاقس، احتضنت نحو 261 طفلاً فاقداً للسند العائلي.

اندماج يحرر الطفل من الوصم

وأشار رئيس الجمعية إلى أن الاندماج المجتمعي يوفّر للأطفال فرصة العيش داخل أحياء سكنية طبيعية، بعيداً عن وصم “الإيواء المؤسّساتي” وما يرافقه من تنمّر أو تمييز. وأضاف أن التجربة تساعد الأطفال على تحمّل المسؤولية منذ الصغر، وتمنح الأمهات الحاضنات فرصة تطوير مهاراتهن لتنشئة أطفالهن في ظروف أقرب للحياة الأسرية الطبيعية.

نموذج بديل ورائد

وبيّن مقديش أن الاندماج المجتمعي يعني اقتناء أو كراء منازل عبر دعم من المتبرعين، لتقيم فيها عائلات صغيرة تشرف عليها “الأم الحاضنة”، مدعومة بمبلغ مالي محدّد عبر بطاقة بنكية. وأكد أن التجربة نموذجية ورائدة، بما توفره من توازن نفسي واجتماعي، وفرص نجاح دراسي ومهني وإنساني أفضل للأطفال.

دعوة للتونسيين: “ساهموا في بناء أسر جديدة”

وختم مقديش بالدعوة إلى مزيد التبرع بالمنازل ودعم ميزانية الجمعية حتى تتمكن من إيواء المزيد من الأطفال فاقدي السند. وكشف أن هناك حالياً 42 قرار إيداع قضائي لأطفال بقرى “SOS”، غير أن محدودية الإمكانيات تحول دون استقبالهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى