ارشاد المستهلك ينتقد تأخر “الكنام” في استرجاع مصاريف العلاج

أدانت المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، في بيان لها، التأخير غير المبرر في استرجاع مصاريف العلاج من قبل الصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام)، مشيرة إلى تجاوز آجال معالجة الملفات في بعض الحالات خمسة أشهر، رغم مساهمة المضمون الاجتماعي في تمويل الصندوق.
تداعيات التأخير على الأسر
أوضحت المنظمة أن هذا التأخير يمس مبدأ المساواة في النفاذ للخدمات الصحية، ويجعل آلاف الأسر تنتظر لأشهر للحصول على مستحقاتها، مما يضاعف الضغط المالي، ويدفع البعض إلى تأجيل العلاج أو اللجوء إلى الدفع بالتقسيط والتداين، وهو ما يضر بـ القدرة الشرائية للمستهلك.
كما أشارت إلى أن السقف السنوي للتغطية الصحية لا يواكب ارتفاع أسعار الأدوية والخدمات الطبية، مما يفرض أعباء إضافية على المنخرطين بعد أشهر قليلة، ويستوجب ربطه بـ مؤشرات التضخم الطبي ومستوى الأجور.
انتقاد الهيمنة التجارية على الوصفات الطبية
انتقدت المنظمة غياب الالتزام بالوصفة الطبية العلمية، رغم أن القانون ينص على أن الاسترجاع يتم وفق كلفة الدواء الجنيس الأرخص، مؤكدة أن التطبيق العملي لا يزال يُكرّس هيمنة الوصفة التجارية، ما يجبر المضمون الاجتماعي على اقتناء أدوية باهظة الثمن تخدم مصالح المخابر الدولية دون تعويض كامل من الصندوق.
المطالب والإصلاحات
دعت المنظمة إلى:
-
تحديد آجال قصوى لا تتجاوز 15 يومًا لمعالجة ملفات الاسترجاع.
-
مراجعة دورية للسقف السنوي وربطه بالأجر الأدنى والقدرة الشرائية ومؤشرات التضخم.
-
إصلاح تشريعي وهيكلي عاجل لإعادة الاعتبار للمنظومة الصحية العمومية وضمان الحق في الصحة كواقع ملموس وليس مجرد شعار.
وأكدت المنظمة أن استمرار ترك قطاع الصحة لمنطق السوق والربح يمثل إخلالًا بالدستور والقوانين المنظمة للصندوق الوطني للتأمين على المرض ويهدد حقوق المستهلكين.