التعاون التونسي-الصيني: شراكة استراتيجية لبناء المستقبل بالاحترام والمعرفة

في أحد الأحياء الصناعية بسوسة، يروي الشاب التونسي إبراهيم العش قصة نجاحه في أول مصنع إفريقي لتصنيع إكسسوارات الهواتف الذكية، نموذج حي للتعاون التونسي-الصيني القائم على نقل المعرفة والمصلحة المشتركة.
بدأت التجربة بسؤال بسيط: “لماذا نستورد ولا نصنع؟”، ليجد إبراهيم في الصين شركاء حقيقيين موفري الخبرة والآلات المتطورة، حيث ساعد الفريق الصيني في تركيب خطوط الإنتاج وتدريب العمال التونسيين على تشغيلها وصيانتها، مع نقل ثقافة الجودة والإنتاج الصينية. يقول إبراهيم: “لقد رأوا فيّ شريكًا وليس مجرد عميل”.
نموذج “التحديث الصيني النمط”
تعتمد الشراكة على نقل التكنولوجيا وبناء القدرات المحلية بدل تقديم مساعدات مجانية، ما يضمن استدامة المشاريع وتطويرها محليًا. وتمتد هذه التجربة إلى مجالات أوسع:
-
البنية التحتية: مشاريع عملاقة مثل “الجسر الكبير في بنزرت” و”السد الجديد في الكاف” بالتعاون بين الكفاءات الصينية والتونسية.
-
الصناعة: مشروع إنتاج شاحنات “حنبعل” بالشراكة بين Wallys Car وZX Auto الصينية، مع رفع نسبة الإدماج المحلي.
-
الطاقات المتجددة: شراكات لإنتاج الألواح الشمسية بما يساهم في تحقيق أمن الطاقة الوطني.
التقارب الثقافي والعلمي
شهدت تونس زيادة في عدد السياح الصينيين بنسبة 15.3% من يناير إلى يوليو 2025، ووصلت الزيادة إلى 30.9% في يوليو. كما تم توقيع اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي في جوان 2025 لتبادل الخبرات والباحثين، وإنشاء مختبرات مشتركة وتعزيز الابتكار على الأرض التونسية.
آفاق مستقبلية واعدة
تستمر الفرص الواعدة في:
-
تكنولوجيا المعلومات: تحويل تونس إلى مركز إقليمي للرقمنة والذكاء الاصطناعي.
-
المناجم والفوسفات: نقل تكنولوجيا متقدمة لإنتاج قيمة مضافة عالية.
-
الموانئ والخطوط الجوية: مشروع ميناء النفيضة وخط جوي مباشر لتعزيز التكامل الاقتصادي.
شراكة قائمة على الاحترام والمصلحة المشتركة
تعكس الشراكة التونسية-الصينية التحديث الصيني النمط: تعاون إنساني واستراتيجي يقوم على الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، ويحول تونس إلى شريك استراتيجي محوري للصين في حوض المتوسط وإفريقيا، مقدمة نموذجًا يُحتذى به للتنمية المستدامة والشاملة للشعبين.