شراكة تونس–بريطانيا: طفرة سياحية وانتعاشة تجارية وآفاق متجددة

يشهد التعاون بين تونس والمملكة المتحدة خلال السنتين الأخيرتين تطوراً لافتاً، تجلّى في تكثيف اللقاءات الرسمية والاقتصادية، وتعزيز المبادلات التجارية والسياحية، إلى جانب فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبيئة.
طفرة سياحية غير مسبوقة
كشف السفير البريطاني في تونس، رودي دراموند، أن عدد السياح البريطانيين الوافدين على تونس ارتفع بنسبة 60% مقارنة بسنة 2024، مع توقعات بأن يبلغ عددهم حوالي 400 ألف سائح بنهاية 2025.
هذا الانتعاش يعود بالأساس إلى:
-
ارتفاع عدد الرحلات المباشرة إلى ما بين 56 و58 رحلة أسبوعياً نحو مطار النفيضة، إضافة إلى 4 رحلات أسبوعية نحو جربة.
-
حملات ترويجية مكثفة ركّزت على الوجهات السياحية التونسية الجاذبة للبريطانيين.
تبادل تجاري يتجاوز 753 مليون جنيه إسترليني
وفق آخر الأرقام المسجّلة، بلغ حجم المبادلات التجارية بين تونس وبريطانيا خلال 2024 ما قيمته 753 مليون جنيه إسترليني، منها 489 مليون جنيه واردات بريطانية من تونس.
وساهمت اتفاقية الشراكة الموقّعة سنة 2021 في تسهيل هذا التبادل عبر:
-
تخفيف الرسوم الجمركية، خاصة على زيت الزيتون والأجبان.
-
منح امتيازات تفاضلية لمنتجات تونسية متنوعة.
-
تسهيل وصول المنتجات التونسية إلى السوق البريطانية.
فرص واعدة للنسيج والصناعات التقليدية
أكد السفير البريطاني أنّ النسيج التونسي يحظى بسمعة قوية في السوق البريطانية، ما يجعله مرشحاً لتعزيز صادراته. كما أشار إلى إمكانية استغلال الصناعات التقليدية كجواز عبور للمنتجات التونسية نحو سوق الأزياء الفاخرة في المملكة المتحدة.
تعاون متنامٍ في الطاقات المتجددة والبيئة
أبرزت الشراكة التونسية–البريطانية بعداً جديداً في مجالات الانتقال الطاقي والاقتصاد الأخضر، حيث:
-
تم إطلاق برنامج مع الصندوق العالمي للطبيعة لدعم إزالة الكربون من مصايد الأسماك التقليدية في تونس.
-
يوفر البرنامج دعماً للبحارة لاعتماد محركات شمسية كهربائية تقلّص التلوث وتخفّض التكاليف.
تاريخ طويل من العلاقات الراسخة
ترجع العلاقات التونسية–البريطانية إلى معاهدة وقّعها حمودة باشا المرادي والملك تشارلز الثاني سنة 1662. وقد تعززت هذه الصلة بزيارة الدولة التي قامت بها الملكة إليزابيث الثانية إلى تونس عام 1980.
ويشير السفير دراموند إلى أنّ الزيارات الرسمية الأخيرة، من بينها زيارة وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد لامي في جانفي 2025، تؤكد استمرار التزام لندن بتعزيز التعاون مع تونس في ملفات التجارة، التعليم، مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، والطاقة المتجددة.
🔹 كل هذه المؤشرات تؤكد أن العلاقات بين تونس والمملكة المتحدة تجاوزت حدود التعاون التقليدي، لتتحوّل إلى شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد تستفيد منها قطاعات السياحة، التجارة، التكنولوجيا، والطاقات المتجددة على حد سواء.