خبير اقتصادي: تونس تؤمّن بأريحية سداد كل ديونها الخارجية لسنة 2025
ماهر بالحاج: سداد الديون بنسبة 125٪ مؤشر على صلابة مالية لا أزمة
أكد الخبير الاقتصادي ماهر بالحاج أن تونس قادرة على سداد كل ديونها الخارجية لسنة 2025 بأريحية تامة، مشيراً إلى أن هذا الأمر يمثل خياراً استراتيجياً مدروساً يجري الإعداد له وفق منهجية مالية دقيقة تتماشى مع معايير المحاسبة العمومية.
وأوضح بالحاج، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن أقساط القروض العمومية، خاصة الخارجية منها، يتم تأمينها مسبقاً في حسابات الخزينة العامة لضمان الإيفاء بكل المستحقات على مدار السنة المالية، ما يجعل نسبة السداد التي تتجاوز 100٪ مؤشراً على الجاهزية المالية وليس على أي خطأ في التقدير.
سداد بنسبة 125٪ يعكس تأميناً شاملاً للديون
وبيّن الخبير أن بلوغ مؤشر السداد نسبة 125٪ إلى حدود سبتمبر 2025 يعكس أن تونس أمّنت مسبقاً كل أقساط ديونها وفوائدها وفوارق الصرف والعمولات تجاه الجهات المانحة، مؤكداً أن هذا الأداء يُظهر استقرار المنظومة المالية وقدرة البلاد على الوفاء بالتزاماتها الخارجية دون ضغوط على السيولة.
الوضع المالي لتونس “متماسك وصلب”
وشدّد بالحاج على أن المالية العمومية لتونس متماسكة وأن الدولة تمتلك صلابة مالية وسيادة كاملة على قراراتها الاقتصادية، لافتاً إلى أن رصيد البلاد من العملة الصعبة يوفّر هامش أمان مريحاً لتغطية الديون وعمليات التوريد.
دعوة لتوجيه الاستثمار الخارجي نحو دعم الاقتصاد الحقيقي
ودعا الخبير إلى توجيه الاستثمارات الخارجية نحو البنى التحتية ودعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة، التي تمثل 94٪ من النسيج الاقتصادي الوطني، مؤكداً أن تعزيز هذا القطاع يُسهم في خلق الثروة وتقليص الحاجة إلى التداين.
ضرورة التخفيف من الضغط الجبائي على الأسر
كما شدّد بالحاج على ضرورة تخفيف الضغط الجبائي على الأسر والأفراد باعتبارهم رافعة أساسية للاستهلاك والاستثمار الخاص، مشيراً إلى أن من تصل مداخيله السنوية إلى 120 ألف دينار يُعد من الطبقة المتوسطة في ظل تراكم التضخم خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة.
توقعات إيجابية من البنك الدولي
يُذكر أن البنك الدولي توقع، في تقريره الصادر يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، أن يتحسّن مسار التداين العمومي لتونس تدريجياً، ليبلغ 83.6٪ من الناتج الداخلي الخام سنة 2027 مقابل 84.5٪ سنة 2024، مع تراجع عجز الميزانية من 5.7٪ سنة 2025 إلى 4.4٪ سنة 2027.
الدولة تراهن على إمكانياتها الذاتية
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد أكد، خلال لقاء جمعه برئيسة الحكومة سارة الزعفراني الزنزري، أن تونس اختارت التعويل على إمكانياتها الذاتية وتمكنت من سداد كل ديونها في آجالها القانونية، في رسالة تؤكد التزام الدولة بنهج الاستقلالية المالية.
