ثقافة

بينالي الدرعية للفن المعاصر نسخة تحديثية بمقاربات معرفية وفنية

ستشهد النسخة الثالثة لبينالي الدرعية للفن المعاصر  نقلة نوعية باحثة عن الإضافة والتميز والتفاعل الجدلي بهدف إحداث الفرق  مراكمة التجربة والمشروع الذي بدأ يتبلور ويتطور من دورة لأخرى آخذا بأسباب النجاح ومتطلباته عبر فهم الساحة السعودية والعربية والعالمية  ومن العنوان تبدأ الرؤية تتضح فلقد اختارت الهيئة المديرة لهذه النسخة عنوان ” في الحل والترحال” والكلمتين لهما في الماضي البعيد والحاضر مكانة معرفية معلوماتية ورمزية وبهذه المناسبة قال المديران الفنيان للبينالي نورا رازيان وصبيح أحمد ” في هذه المنطقة تبلورت علاقات وأنماط  متنوعة من أشكال السير والارتحال فحركة الرياح وتدفق التجارة وموجات الهجرة والشتات كلها ظواهر  حملت معها حكايات وأغان ومفردات  ونتجت عنها إيقاعات  وبحور شعرية مثل بحر الرجز  التأمل في هذا العالم  المتغير وما ينطوي عليه من احتفاء بمختلف أشكال الحركة يفتح أمامنا نافذة لفهم مكوناتنا الثقافية من منظور التبادل والانتقال وتتبع مسارات الارتحال وتقاطعاتها كما يمنحنا الفرصة لإعادة سرد الشتات التي بقيت حية في الأجساد والمواد والإيقاعات والأنغام” ومن المقرر أن ينطلق البينالي بتاريخ 30 يناير2026 وسيشارك في هذه النسخة أكثر من 70 فنان ليعرض البينالي  أكثر من 20 عملا فنيا جديدا  يتناول من خلالها مواضيع  الاستقرار والترحال والتبادل الثقافي مستخدمين الفنون البصرية   والموسيقى والعروض الفنية من أجل تقديم رؤية شاملة ومتكاملة حول الفن المعاصر تجمع بين مختلف الوسائط والتخصصات  والمناطق الجغرافية  والهدف من خلال كل هذا خلق مساحات للقاء بين الفنانيين والموسيقيين والمخرجين والمعماريين والكتاب بما يتيح فرصا فريدة للتلاقي والتفاعل وتعزيز قدرتنا على الثبات والاستمرار  أمام  التحديات  وقد تم اختيار أستوديو التصميم فور ما فانتازما للعمل على  تصميم مساحات المعرض  سيقام في حي جاكس الحي الإبداعي وصرحت الأستاذة آية البكري  الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية قائلة:يسعدني أن أرى ملامح الدورة الثالثة من بينالي الدرعية للفن المعاصر  وقد بدأت تتشكل  بهذه الصورة المميزة  في تأكيد واضح على مكانة  البينالي كأحد ابرز المحافل  الفنية والثقافية على مستوى المملكة والعالم  فمنذ انطلاقته الأولى  قبل خمس سنوات هنا في حي جاكس بالدرعية  عمل البينالي على بناء جسور التواصل مع جمهور الفن والثقافة  محليا ودوليا وتأتي هذه الدورة استكمالا لهذه المسيرة وذلك عبر تعزيز الروابط القائمة وفتح آفاق جديدة  من الحوار والتبادل الثقافي ركز بينالي هذا العام  على موضوع  الانتقال والحركة بين الثقافات  وهو ما يشكل الإطار العام الذي تنطلق منه رؤيته الفنية نحن فخورون بالترحيب مجددا بزوارنا من كل مكان في حي جاكس الذي بات اليوم محطة رئيسية وركيزة بارزة ضمن المشهد الثقافي السعودي ورافدا حيويا  للحراك الفني والإبداعي”.

وستكون هذه النسخة  ومع هذه الرؤية والتحضيرات  من الدورات الناجحة  لتراكم التجربة والمشروع وقد أخذت بكل أسباب النجاح والتوفيق من أجل أن تكون هذه المحطة  الثقافية والفنية رقما عربيا وعالميا للتلاقي وتبادل الخبرات بين كل الفنانيين الحاملين  لأحلام تتطلب الانجاز ذات يوم وتقدير أعمالهم في مثل هذه المحطات والتي ستطور حصيلتهم الفنية والتخيلية .

طارق العمراوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى