عبد المولى: من غير المقبول أن يسافر المريض ليُعالج ألمه.. يجب تعميم مراكز علاج الألم في كل الولايات
رئيس الجمعية التونسية لعلاج الآلام يدعو لتوسيع شبكة المراكز الجهوية وتحسين التزويد بالأدوية الخاصة

مؤتمر وطني يناقش “الوجع الصامت”
احتضنت العاصمة، اليوم السبت 18 أكتوبر 2025، المؤتمر الوطني الرابع لعلاج الآلام الذي تنظّمه الجمعية التونسية لدراسة وعلاج الآلام، بمشاركة عدد كبير من الأطباء والمختصين من مختلف ولايات الجمهورية.
ويُعنى اختصاص علاج الألم بفهم وتشخيص ومعالجة الآلام المزمنة أو الحادة، سواء كانت ناتجة عن أمراض عضوية أو عصبية أو نفسية، أو عن إصابات وجراحات.
مواضيع علمية ومقاربات حديثة
وقال رئيس الجمعية، الدكتور مرشد عبد المولى، في تصريح إعلامي، إنّ المؤتمر يطرح محاور علمية متنوّعة تشمل ألم السرطان والآلام العصبية والشقيقة المزمنة، إلى جانب التدخلات العلاجية باستخدام المواد الأفيونية ودور الذكاء الاصطناعي في الطب الحديث.
وأوضح أنّ اختصاص علاج الألم بدأ يفرض مكانته تدريجياً في تونس، مع تزايد وعي الأطباء والمرضى بأهميته، باعتبار أن الألم “حاضر في كل الأمراض تقريباً”، على حدّ تعبيره.
تكوين أكاديمي ومراكز محدودة
وكشف عبد المولى أنّ تونس تضمّ حالياً مركزاً وطنياً وحيداً لعلاج الألم بمستشفى الرابطة بالعاصمة، إلى جانب بعض العيادات في أقسام الأورام بعدد من المستشفيات الكبرى، فضلاً عن مراكز خاصة محدودة.
وأشار إلى أنّه تمّ خلال السنوات الأخيرة إحداث دبلوم وطني لتكوين الأطباء في اختصاص علاج الألم، بهدف تمكينهم من أدوات وتقنيات التعامل مع الحالات المزمنة والمعقّدة.
“نحارب الألم لكن تنقصنا الوسائل”
ولفت الدكتور عبد المولى إلى أنّ نقص الأدوية الخاصة بعلاج الألم يمثّل إحدى أكبر التحديات، قائلاً:
“نحارب الألم لكن تنقصنا الوسائل… هناك أدوية حديثة فعالة نعرفها جيداً، لكنها غير متوفرة بعد في تونس.”
دعوة لتقريب الخدمة من المواطنين
واختتم رئيس الجمعية تصريحه بالتأكيد على ضرورة تعميم مراكز علاج الألم في مختلف الجهات، قائلاً:
“من غير المعقول أن يضطرّ مريض من ولاية داخلية للسفر إلى العاصمة من أجل علاج ألمه. من واجب الدولة بعث مراكز جهوية تُقرّب هذه الخدمة من المواطنين.”