اتفاق سلام بين باكستان وأفغانستان في الدوحة: وقف فوري لإطلاق النار بعد أيام من التوتر الدامي

في تطوّر دبلوماسي لافت، أعلنت وزارة الخارجية القطرية اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025 عن توصل باكستان وأفغانستان إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار، عقب محادثات استضافتها العاصمة الدوحة، وذلك بعد تصعيد عسكري دامٍ شهد مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص في غارات جوية باكستانية.
وجاء في بيان الخارجية القطرية أن الجانبين اتفقا على وقف فوري لإطلاق النار وإنشاء آليات مشتركة لترسيخ السلام والاستقرار الدائمين بين البلدين، مع التأكيد على عقد اجتماعات متابعة خلال الأيام القادمة لضمان تنفيذ الاتفاق ومراقبته ميدانياً.
🔹 مفاوضات برعاية قطرية وتركية
وشارك في المحادثات وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف الذي أكد التوصل إلى الاتفاق، مشيرًا إلى أن جولة جديدة من المحادثات ستُعقد في إسطنبول يوم 25 أكتوبر الجاري.
وقال آصف: “نعرب عن امتناننا العميق لقطر وتركيا لدورهما الفعّال في تسهيل هذا الاتفاق المهم.”
🔹 اتهامات متبادلة وغارات دامية
ويأتي هذا الاتفاق بعد اتهام كابول لإسلام أباد بخرق الهدنة السابقة عبر غارات جوية على ولاية باكتيكا شرقي البلاد، أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين بينهم طفلان وثلاثة لاعبي كريكت.
من جهتها، أكدت مصادر أمنية باكستانية أن الضربات استهدفت جماعة مسلحة تابعة لحركة طالبان الباكستانية، ردًّا على هجوم سابق أسفر عن مقتل عسكريين باكستانيين في شمال وزيرستان.
🔹 هدن سابقة هشّة وتوتر حدودي مزمن
الهدنة التي أُعلنت الأربعاء الماضي لم تصمد سوى 48 ساعة قبل تجدّد المواجهات، في وقت يتبادل فيه الطرفان اتهامات بدعم الجماعات المتشددة عبر الحدود.
وقال قائد الجيش الباكستاني عاصم منير في عرض عسكري إن “الإرهابيين يستخدمون الأراضي الأفغانية لشن هجمات داخل باكستان”.
في المقابل، ردّ نائب وزير الداخلية الأفغاني الملا محمد نبي عمري قائلاً: “لم نأتِ بحركة طالبان الباكستانية إلى هنا ولم ندعمها.”
🔹 تحرّك إقليمي لاحتواء الأزمة
بدورها، أعلنت إيران المجاورة استعدادها للمساهمة في تخفيف التوتر، محذّرة من أنّ استمرار التصعيد “يعرض استقرار المنطقة بأكملها للخطر”.
✨ اتفاق الدوحة يمثّل خطوة أولى نحو تهدئة واحدة من أكثر المناطق توتراً في آسيا، لكنه يواجه اختباراً حقيقياً في الميدان، حيث ما زالت الشكوك عميقة بين الجارين اللدودين اللذين تقاسما تاريخاً طويلاً من الأزمات الأمنية والسياسية.