الخرزة الزرقاء… رواية تكتب القلق وتبحث عن الطمأنينة

في زمنٍ تتسارع فيه التحوّلات وتضيق فيه فسحات الأمان، تطلّ الروائية والأديبة التونسية نسرين مدب بعملها الجديد “الخرزة الزرقاء”، محاولةً أن تجعل من الكتابة فعل مقاومة روحية ضد الخوف واللايقين.
حين تصبح الكتابة وسيلة دفاع
تقول نسرين المؤدب في تدوينة: “كتبت الخرزة الزرقاء بقلب يشعر بثقل هذا العالم.”
بين الحروب التي لا تنتهي والمخاوف التي تصنعها التكنولوجيا والتغيرات المناخية التي تهزّ كوكبنا، ترى الكاتبة أن الكتابة لم تعد ترفًا أو رفاهية فكرية، بل غدت وسيلة دفاع رمزية، “مثل خرزة زرقاء نعلّقها على أبواب أرواحنا”.
بهذه الصورة الشعرية، تحوّل المؤدب الكتابة إلى درعٍ ضد العتمة، وإلى فعل تأمل يعيد للإنسان اتزانه في عالمٍ مضطرب.
رواية الإنسان الخائف… الذي لا يزال يحاول
“الخرزة الزرقاء” ليست وصفة للنجاة كما تقول الكاتبة، بل هي محاولة للتماسك وسط الضجيج، ونافذة تطلّ على هشاشة الإنسان المعاصر الذي يحاول أن يفهم نفسه والعالم من حوله.
في الرواية، تتحدث الشخصيات بلسانٍ واحد: “أنا مثلك، خائف… لكني أحاول”.
بهذه العبارة، تفتح نسرين المؤدب مساحة إنسانية مشتركة، تجعل من الخوف قاسمًا يجمع البشر لا يفصلهم.
من باريس… حضور يليق بالأدب التونسي
جاء تقديم الرواية خلال الملتقى الدولي للكتاب العربي بباريس، حيث عبّرت نسرين مدب عن امتنانها للمنظمين وكل من حضر اللقاء الثقافي المميز.
وقد عبّرت الكاتبة عن سعادتها بتقديم المبدعة حنان جنان، التي خطفت الأضواء بإبداعها وحضورها الراقي.
كان اللقاء مناسبة للاحتفاء بالكلمة العربية في عاصمة النور، ولإطلاق صوتٍ تونسيٍّ جديد يضيف إلى المشهد الأدبي المغاربي والعربي.
بين الخرزة والكلمة… الأمل مستمر
“الخرزة الزرقاء” ليست فقط عنوان رواية، بل استعارة عن الحماية التي تمنحها الكلمة حين تكتب بصدق.
في زمنٍ يثقلنا بالأسئلة والضباب، تذكّرنا نسرين المؤدب أن الأدب لا يقدّم إجابات نهائية، لكنه يمنحنا القدرة على المحاولة… وعلى الإيمان بأن الكتابة، مهما بدت صغيرة، يمكن أن تقي أرواحنا من الانكسار.