سجّل المستشفى الجهوي الصادق المقدّم بجربة من ولاية مدنين إنجازًا طبيًا غير مسبوق، تمثّل في نجاح عملية استئصال ورم دماغي لمريض ستيني، في سابقة تُسجّل لأول مرة على مستوى المستشفيات الجهوية بالجنوب الشرقي.
وأوضح جراح الأعصاب الدكتور مالك بورقو، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، أنّ العملية التي دامت أربع ساعات تمّت في ظروف دقيقة، بعد أن وصل المريض إلى المستشفى في حالة استعجالية حرجة استوجبت التدخّل الجراحي الفوري، مؤكّدًا أنّ العملية تكللت بالنجاح التام وتعافى المريض بشكل مستقر.
إنجاز يترجم كفاءة الإطارات الطبية
واعتبر الدكتور بورقو أنّ هذا النجاح يمثّل دليلاً على كفاءة الإطارات الطبية التونسية، مشيرًا إلى أنّ محدودية الإمكانيات لم تمنع تحقيق إنجاز بهذا الحجم، ما يعزّز الثقة في قدرات القطاع الصحي الجهوي.
وبيّن أنّه سبق له إجراء عمليات مماثلة في مستشفيات العاصمة قبل التحاقه بالمستشفى الجهوي بجربة منذ نحو أربعة أشهر، لافتًا إلى أنّ هذه العملية تُعدّ الأولى من نوعها في المستشفى، ما يفتح الباب أمام تعميم مثل هذه التدخلات الدقيقة مستقبلاً.
نحو تقريب الخدمات الطبية من المواطنين
وأشار جراح الأعصاب إلى أنّ جراحة الدماغ والعمود الفقري تُنجز عادة في المستشفيات الجامعية الكبرى بتونس وسوسة والمنستير وصفاقس والمستشفى العسكري، غير أنّ هذا النجاح يمثّل خطوة مهمة في تقريب الخدمات الطبية المتخصّصة من المواطنين وتخفيف الضغط على المستشفيات المركزية.
كما دعا الدكتور بورقو إلى توسيع أقسام جراحة الأعصاب في الجهات، مؤكّدًا أنّ المستشفى الجهوي الصادق المقدّم لا يتوفّر حالياً على قسم مخصص لهذا الاختصاص، مما يضطرّ إلى إيواء المرضى بقسم جراحة العظام، معبّرًا عن أمله في أن تُخصَّص تجهيزات وإطارات إضافية لمزيد دعم هذا التوجّه.
