كشف رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي، أنيس الجزيري، عن انتصاب أكثر من 150 مؤسسة تونسية في العاصمة الاقتصادية لساحل العاج أبيدجان، في مؤشر واضح على توسّع الحضور الاقتصادي التونسي داخل القارّة السمراء.
وخلال مداخلة له صباح اليوم الاثنين 3 نوفمبر 2025 في برنامج يوم سعيد على موجات الإذاعة الوطنية، أوضح الجزيري أنّ أكثر من 2000 إطار تونسي ينشطون حاليًا في الدول الإفريقية، مشيرًا إلى أنّ السوق الإفريقية باتت تشكّل فرصة استراتيجية للمؤسسات التونسية رغم التحديات اللوجستية وغياب خطّ بحري مباشر بين تونس ودول جنوب الصحراء.
وأضاف المتحدث أنّ الشركات التونسية أثبتت حضورها في مجالات حيوية على غرار البنية التحتية، الصناعات الغذائية والدوائية والكهربائية والميكانيكية، إضافة إلى الخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات، وهي قطاعات قال إنها تمثل قاطرة التعاون الاقتصادي بين تونس وإفريقيا جنوب الصحراء.
صادرات تونس نحو إفريقيا تتجاوز 10 آلاف طن شهريًا
وفي جانب آخر، أشار رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي إلى أنّ تونس تصدّر شهريًا أكثر من 10 آلاف طن من السلع نحو دول جنوب الصحراء، رغم الصعوبات المتعلقة بالنقل والخدمات اللوجستية.
وفي حديثه عن موسم زيت الزيتون، أكّد الجزيري أنّ الموسم الحالي يبدو “واعدًا ومتميزًا”، داعيًا إلى توجيه جزء من الصادرات نحو الأسواق الإفريقية التي وصفها بـ”السوق الكبرى ذات الإمكانيات الواعدة”.
دعوة لتطوير المجال الرقمي والبنكي
ولم يُخفِ أنيس الجزيري قلقه من تأخّر تونس في التحوّل الرقمي، قائلاً إنّ البلاد “مازالت متكلّسة” في هذا المجال، داعيًا البنك المركزي والبنوك التجارية إلى مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية عبر رقمنة الخدمات البنكية وتسهيل المعاملات.
وختم الجزيري تصريحه بالتأكيد على أنّ تعزيز البنية التحتية اللوجستية والرقمية هو السبيل لتمكين الشركات التونسية من التموقع بقوّة في القارة الإفريقية، ودفع عجلة التصدير والشراكة جنوب–جنوب.
