حمادي شلوف: المؤسسات التونسية بحاجة إلى عقلية جديدة وشغف بالتطوير لمواكبة التغيير

شدّد حمادي شلوف، رئيس المنتدى المتوسطي للموارد البشرية وخبير دولي في إدارة المؤسسات، على أنّ نجاح المؤسسات في تونس لا يتحقّق إلا عبر عقلية جديدة لدى قياداتها، تقوم على الشغف الحقيقي بالموارد البشرية والقدرة على التطوّر ومسايرة التحولات العميقة في عالم الأعمال.
وفي تصريح لموزاييك، أكّد شلوف أنّ نجاح المؤسسة لا يرتبط فقط بإدارة الموارد البشرية، بل يشمل كل الاختصاصات، قائلاً: “كل وظيفة داخل المؤسسة لها دور حاسم في تقدّمها، ولا يمكن تحقيق النجاح دون تكامل الأدوار.”
الهوية المؤسسية والقيم العميقة
وأوضح شلوف أنّ الدورة الحالية للمنتدى تميّزت بالتركيز على موضوعات تعكس الهوية المؤسسية والقيم الخفية المؤثرة في الأداء، وهي جوانب غالبًا لا تُناقش بالعمق خارج تونس. واعتبر أنّ المشاركين باتوا أكثر وعيًا بمتطلبات المؤسسات الحديثة، مضيفًا:
“لم يعد بالإمكان الاكتفاء بتكرار ما تعلّمناه سابقًا.. اليوم يجب خلق محتوى جديد يستجيب للتحديات الحالية.”
التكوين الشامل وتبادل الخبرات
وأشار شلوف إلى أهمية التكوين الشامل الذي يجمع بين الأفراد والمؤسسات، ما يسمح بتبادل الخبرات وتطوير الكفاءات في مختلف الوظائف. كما أكّد أن المنتدى يسعى إلى توفير بيئة تعلمية معترف بها رسميًا، تُتوّج بشهادات معتمدة تعكس جودة التكوين.
التكيّف مع الجيل الجديد والتغيير الإداري
وشدّد الخبير الدولي على أنّ المؤسسات مدعوّة اليوم إلى فهم الجيل الجديد من الموظفين والتكيف مع انتظاراته، مبيّنًا أنّ العقلية القديمة لم تعد صالحة في عالم سريع التغيّر:
“لا يمكن أن نحتفظ بعقلية السبعينات وننتظر من المؤسسة أن تتطور.”
كما دعا القيادات إلى الجمع بين الحفاظ على القيم الثقافية والأخلاقية من جهة، والابتكار وتحديث أساليب العمل من جهة أخرى.
الصعوبات اليومية واحترام الموظف
وتحدّث شلوف عن الصعوبات اليومية التي يواجهها الموظفون في تونس، من ارتفاع تكاليف المعيشة إلى تحديات التنقل والضغط المهني، معتبرًا أنّ صبرهم وإخلاصهم يعكس شغفهم بالعمل. وأكّد:
“على الإدارة أن تقدّر هذا الجهد وأن تتفهم حجم التضحيات التي يبذلها الموظفون.”
النجاح للمؤسسات القادرة على الفهم والتأقلم
وفي ختام حديثه، شدّد حمادي شلوف على أن المؤسسات الناجحة هي تلك التي توفّق بين احترام موظّفيها وتطوير سياساتها باستمرار، ما يجعلها قادرة على جذب الكفاءات وتحقيق أهدافها الاستراتيجية. واختتم قائلاً:
“المؤسسة التي تستطيع التطور والفهم والتأقلم هي التي ستنجح وتستمر.”




