الميناء التجاري بجرجيس: انطلاق نشاط تصدير الجبس الحجري وتوريد حجر الرخام يدعّم الحركية التجارية

يشهد الميناء التجاري بجرجيس انتعاشة لافتة خلال الفترة الأخيرة مع توسّع أنشطته التجارية ودخول عمليات جديدة إلى منظومته اللوجستية، أبرزها تصدير الجبس الحجري لأول مرة وانطلاق توريد حجر الرخام بعد تشغيل وحدة صناعية لقصّ الرخام بالمنطقة الصناعية بتاجرة بمدنين.
وقال مدير الميناء التجاري بجرجيس أنيس الزناد، في تصريح لـ”وات”، إنّ الميناء استقبل منذ بدء نشاط تصدير الجبس الحجري خمس بواخر، مؤكداً أنّ دخول الرخام ضمن السلع المتداولة سيمنح الميناء إضافة نوعية وسيساهم في تنويع مجالات نشاطه إلى جانب تصدير الملح السائب والجبس السائب والمعلّب.
وأوضح الزناد أنّ توريد الرخام انطلق عبر أول باخرة وصلت مؤخراً، مشيراً إلى إمكانية ارتفاع العدد إلى باخرتين أو ثلاث سنوياً مع تقدّم نسق النشاط.
من جهته، اعتبر مدير مجمع استغلال الجبس والمواد الإنشائية بتطاوين حافظ الحمامي أنّ ميناء جرجيس يعدّ منصة حيوية للمصدرين، حيث يؤمّن تصدير حوالي 60% من إنتاج الجبس الخام والمصنّع نحو الأسواق الإفريقية، مع تسجيل انفتاح متزايد على الأسواق الأوروبية.
وأشار الحمامي إلى أن تطور نشاط التصدير مرتبط بإنجاز مشروع جهر الميناء الذي سيمكن من استقبال بواخر أكبر حجماً، ما سيُخفّض تكاليف النقل ويعزّز القدرة التنافسية للصادرات التونسية، لافتاً في المقابل إلى استمرار إشكال غياب الحاويات بالميناء، وهو ما يجبر المصدرين على اللجوء إلى صفاقس أو رادس بكلفة برية إضافية. ودعا إلى إبرام عقود مع شركات النقل البحري المتخصصة لتوفير هذه الخدمة في جرجيس.
ويُذكر أنّ مشروع جهر الميناء مبرمج للسداسي الثاني من سنة 2026 لمعالجة مشكلة الترسبات، بعد آخر عملية جهر تمت سنة 2017، حيث بلغت دراسات المشروع مراحل متقدمة. كما شهد الميناء استثمارات قاربت 80 مليون دينار منذ 2016، مكّنته من تطوير بنيته الأساسية وتحويله إلى منصة لوجستية استراتيجية بالجنوب التونسي، على مستوى حركة البضائع والسفن والمسافرين.



