وطنية

زيتونة الشرف بالهوارية.. شجرة تتحدّى الزمن وتروي 2500 عام من تاريخ تونس

على بعد ستة كيلومترات فقط من معتمدية الهوارية، ترقد قرية الشرف محتضنة واحدة من أندر الكنوز الطبيعية في إفريقيا: أقدم زيتونة في القارة، كما وثّق الباحث الفرنسي المتخصّص في المواقع التاريخية فريدي تندور في كتابه “تونس”.

هذه الزيتونة العتيقة ليست مجرّد شجرة، بل شاهد حيّ على عراقة زراعة الزيتون في تونس، إذ يعود عمرها — وفق الباحث — إلى أكثر من 2500 سنة، أي إلى الحقبة الفينيقية، ما يجعلها جزءاً من الذاكرة الزراعية والحضارية للبلاد.


من اكتشاف الباحث إلى اهتمام الدولة

بعد أن لفت فريدي تندور الأنظار إلى هذه الزيتونة بداية الألفية الثانية، بادرت السلطات المحلية إلى تسييجها وحمايتها، مع وضع نصب رخامي يعرّف بها. ومع مرور السنوات، تحوّل هذا المعلم الطبيعي إلى مزار رمزي يستقبله أهالي المنطقة وزوّار الهوارية، خاصة لقربه من مقام الولي الصالح محمد الشريف.


كرامات وروايات.. إرث شفوي لا يموت

يروي أمين بالكحلة، ناشط بالمجتمع المدني وأصيل المنطقة، أنّ زيتونة الشرف اكتسبت في المخيال الشعبي قداسة خاصة، بعد أن شهدت حادثة غريبة في التسعينات:
شابان أشعلا النار داخل جذعها التالف لإعداد حفلة شواء، فالتهمت النيران ما تبقّى من أجزائها المريضة بسبب داء فطري، وهو ما اعتبره الأهالي “معجزة” إذ توقّف تدهورها لتستعيد الشجرة عافيتها وتواصل نموّها.


طعم استثنائي وإنتاج وفير

وفق الذاكرة الشعبية، كانت زيتونة الشرف تُنتج في السنوات الممطرة ما يفوق 200 كلغ من الزيتون، بزيت يُقال إنّ طعمه قريب من نكهة اللوز، ما زاد في أسطورتها وبصمتها في ذاكرة سكان الجهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى