ميزانية الفلاحة 2026… نواب يطالبون بإصلاح المسالك وحسن استغلال الأراضي الدولية وإحداث ديوان للتمور

شهدت الجلسة العامة المشتركة بين مجلس نواب الشعب والمجلس الجهوي للأقاليم، اليوم الأحد، نقاشاً واسعاً حول مشروع ميزانية وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري لسنة 2026، حيث ركّز النواب على الملفات العالقة التي تمسّ مباشرة واقع الفلاحين والتنمية الجهوية، وفي مقدّمتها المسالك الفلاحية، وضعية الأراضي الدولية، واستراتيجية النهوض بقطاع التمور.
مسالك فلاحية متدهورة… وديون تخنق الفلاحين
النائب علي الماجري شدّد على ضرورة التدخل العاجل لإصلاح المسالك الفلاحية وجهر الأودية المطمورة بالأوحال، إضافة إلى الترفيع في كميات البذور وإيجاد حلول عملية لمديونية الفلاحين التي أصبحت—وفق قوله—عقبة حقيقية أمام نشاطهم واستمراريتهم. كما دعا إلى تسوية الوضعية القانونية للعقارات الفلاحية التي مازالت تعطل الاستثمار.
تربية الأسماك… بين العائدات والتأثيرات البيئية
أما النائب رياض الدريدي فركّز على ما اعتبره “فوضى تنظيمية” في قطاع تربية الأسماك، خاصة في منطقة قلعة الأندلس التي تضم عدداً كبيراً من الأحواض. وطالب بالتسريع في تقييم الانعكاسات البيئية لهذه المشاريع ووضع إطار واضح يضمن توازن القطاع ويحمي المحيط.
مياه تطاوين… الجدل حول التحلية يتواصل
ومن جهته، اعتبر النائب بلقاسم تنفيس أن لجوء ولاية تطاوين إلى استجلاب مياه الشرب من محطة تحلية الزارات (قابس) يمثّل “تبذيراً للمال العام”، مؤكداً أن الجهة تمتلك مخزوناً مائياً طبيعياً هائلاً يمكن الاعتماد عليه دون تحمل كلفة التحلية المرتفعة.
صغار الفلاحين والحشرة القرمزية… معارك يومية
النائب يوسف برقاوي لفت الانتباه إلى الوضعية الهشة لصغار الفلاحين، مؤكداً ضرورة الاستثمار في البنية التحتية الفلاحية وتعصيرها لمواجهة التغيرات المناخية. كما دعا إلى حلول عاجلة للحدّ من انتشار الحشرة القرمزية التي تسبّبت في أضرار جسيمة لزراعة التين الشوكي في عدد من الولايات.
الأراضي الدولية… ملف ينتظر الحسم
كما دعا برقاوي إلى استغلال أفضل للأراضي الدولية وتوفير البذور والأسمدة الضرورية لتحسين مردودية الفلاح التونسي، في ظل مطالب متكررة بوضع حدّ لسنوات من سوء التصرف وتعطّل المشاريع فوق هذه الأراضي.
ديوان للتمور… مطلب جهوي يتحول إلى ضرورة وطنية
وفي سياق آخر، طالب النائب جاب الله بن صالح بإحداث ديوان للتمور يتولى التسويق وإنقاذ صغار المنتجين، خاصة بولايتَي قبلي وتوزر اللتين تواجهان صعوبات كبيرة نتيجة تذبذب الأسعار وتراجع القدرة التنافسية. كما شدّد على ضرورة تفعيل صندوق الجوائح لفائدة منتجي التمور بالجنوب.
المسالخ، الموانئ، والدواجن… رقابة وتعصير
ودعا عدد من النواب إلى:
-
مراقبة المسالخ بصرامة أكبر
-
تقديم دعم فعلي لمربي الدواجن لتحسين شروط الصحة والسلامة
-
إعادة تهيئة موانئ الصيد البحري وتزويدها بالطاقة الشمسية للتقليص من كلفة الإنتاج
-
دعم المركبات الفلاحية بالمعدات اللازمة، خاصة في ولاية جندوبة
المعاهد الفلاحية… رهان تطوير الكفاءات
كما شدّد نواب آخرون على أهمية تطوير المعاهد الفلاحية باعتبارها قاعدة أساسية لتكوين جيل جديد من الفلاحين قادر على المنافسة في الأسواق العالمية، مشيرين إلى ضرورة تحديث مناهج التكوين وربطها بالتحولات التكنولوجية والبيئية في القطاع.



