في خطوة صريحة نحو مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة، كشف الدكتور سمير المقراني، منسق البرنامج الوطني لمكافحة السيدا، أن تونس تسعى جاهدة للقضاء على هذا الفيروس، مؤكدًا على أهمية التقصي الطبي المبكر والمراقبة المنتظمة والعلاج المجاني لكل حامل للفيروس.
36% فقط يتلقون العلاج… هل هذا كافٍ؟
وفي تدخل هاتفي على برنامج يوم سعيد صباح الأحد 30 نوفمبر 2025، صرح الدكتور المقراني أن 36 بالمائة فقط من المصابين بالسيدا يخضعون للعلاج في تونس.
وأشار إلى أن هذه النسبة تحسّنت مقارنة بعام 2023 الذي سجّل 26 بالمائة، لكنها ما تزال بعيدة عن الهدف الوطني المنشود.
ولفت إلى أن العلاج لا يقتصر على الشفاء فحسب، بل يحوّل الفيروس إلى مرض مزمن قابل للسيطرة، مما يقلل من انتقال العدوى ويجعل المتعايش مع الفيروس قادرًا على حياة طبيعية.
العلاج مجاني… والتقصي هو الخطوة الأولى
شدد الدكتور المقراني على أهمية التقصي المبكر، إذ يتيح اكتشاف الحالات الإيجابية واستقطابها لتلقي العلاج.
وذكر أن جميع حالات التقصي الإيجابية تُحال إلى مراكز العلاج الرسمية للتأكد من التشخيص ووضعها تحت المراقبة الطبية والبيولوجية على نفقة الدولة بالكامل.
الفئات الأكثر عرضة… والفئات الهشة تحت المجهر
أكد المسؤول أن الفيروس يتركز في تونس في ثلاث فئات رئيسية:
-
الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال
-
مستعملو المخدرات عن طريق الحقن
-
العاملون والعاملات في الجنس
كما أشار إلى وجود فئات هشة أخرى مثل المهاجرين والشباب والمراهقين، بسبب العلاقات الجنسية المبكرة والتدخين واستهلاك المخدرات، مما يستدعي تعزيز برامج التوعية والحماية لهذه الفئات.
على المستوى العالمي: أرقام صادمة
وحول السياق الدولي، أوضح الدكتور المقراني أن 2024 شهدت 40,8 مليون حالة متعايشة مع السيدا، من بينها 31,6 مليون تتلقى العلاج، مع تسجيل حوالي 630 ألف حالة وفاة و 1,3 مليون إصابة جديدة.
كما سجّلت السنة نفسها إصابة 1,4 مليون طفل بالسيدا، ما يؤكد استمرار الفيروس كأحد أكبر التحديات الصحية العالمية.
تونس اليوم: تقدم ملموس لكنه يحتاج إلى تسريع جهود التقصي والعلاج لتصل النسبة إلى ما هو مرجو، وضمان أن لا يبقى أي حامل للفيروس خارج دائرة الرعاية.
