دراسة صادمة: 87% من النساء في تونس تعرّضن للعنف… والعنف الرقمي يتوسع

كشفت ورشة توعوية حول مخاطر العنف ضد النساء، انتُظمت اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025 بالقيروان، عن أرقام مقلقة بشأن حجم ظاهرة العنف المسلّط على النساء في تونس، استنادًا إلى دراسة حديثة أنجزها المعهد الوطني للإحصاء.
ووفق نتائج الدراسة، فإن 87% من النساء المستجوبات صرّحن بأنهن تعرّضن للعنف مرة واحدة على الأقل في حياتهن، وهو رقم يعكس انتشار الظاهرة واستمرارها رغم تعدد حملات التوعية والإطار القانوني الذي يُفترض أن يضمن الحماية.
وفي السياق نفسه، قدّمت مريم أولاد الشايب، محللة الاتصال بصندوق الأمم المتحدة للسكان، معطيات من دراسة أخرى أعدّها الصندوق سنة 2023 حول العنف الرقمي والعنف المرتبط بالتكنولوجيا، والتي بيّنت أن 60% من النساء تعرّضن لأحد أشكال العنف الرقمي.
وأوضحت أن هذا الشكل من العنف لا يقتصر فقط على مضايقات شبكات التواصل الاجتماعي، بل يشمل أيضًا الإرساليات القصيرة والمكالمات الهاتفية، مؤكّدة أن الكثير من الضحايا يعشن هذه الوضعيات دون إدراك أنهن يتعرّضن فعلاً لعنف رقمي.
وشدّدت على أهمية تعزيز قدرات المتدخلين في مجال مناهضة العنف، حتى يكونوا أكثر جاهزية للتعهد بالضحايا، إلى جانب تكثيف جهود التوعية لمساعدة النساء على التعرّف على أشكال العنف المختلفة والإبلاغ عنها.
وتُظهر هذه الأرقام مرة أخرى أن العنف ضد النساء، في الفضاءين الواقعي والرقمي، لا يزال تحديًا مجتمعيًا يتطلب تنسيقًا أكبر بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والهياكل الأممية.

