لمجد بوخريص: مشروع “كتاما 100 مليون” مكّن من دعم 33 مؤسسة ناشئة وفتح آفاقًا حقيقية للشباب في كامل الجمهورية

أكد السيد لمجد بوخريص، المدير العام لتأمينات كتاما، أن الدورة الثالثة من مشروع “كتاما 100 مليون” تندرج في إطار التزام المؤسسة المتواصل بدعم المسؤولية المجتمعية وريادة الأعمال، مشيرًا إلى أن المشروع أصبح تجربة ناجحة وملموسة على أرض الواقع.
وأوضح بوخريص، خلال تقديمه لنتائج الدورة الثالثة، أن اللجنة اطّلعت هذه السنة على 10 إلى 11 مشروعًا قدمها شباب سبق لهم الانتفاع بمنح من مؤسسة كتاما، وهو ما يعكس استمرارية الدعم ومتابعة تطور المشاريع الممولة.
وأضاف أن تأمينات كتاما تنشط منذ أكثر من ثلاث سنوات في مجال المسؤولية المجتمعية، وأن مشروع “كتاما 100 مليون” يُعد من أبرز هذه المبادرات، حيث يهدف إلى مرافقة الشباب أصحاب الأفكار والمشاريع الناشئة، من خلال تقديم دعم مادي وتقني يقدّر بحوالي 10 إلى 11 ألف دينار لمساعدتهم على إطلاق مشاريعهم.
وكشف المدير العام أن المشروع استقطب، خلال ثلاث سنوات، ما بين 400 و500 ملف ترشح من مختلف أنحاء الجمهورية، خضعت جميعها لعملية انتقاء دقيقة أشرفت عليها لجنة مختصة تضم ممثلين عن المؤسسة، إلى جانب خبراء خارجيين وبنك أعمال، حيث يتم اختيار 10 أو 11 مشروعًا في كل دورة لعرضها مباشرة أمام اللجنة قبل إسناد المنحة.
وأشار بوخريص إلى أن المنحة لا تُسلّم في شكل أموال مباشرة، تفاديًا لأي سوء تصرّف، بل يتم توفير التجهيزات والمعدات التي يحتاجها صاحب المشروع فعليًا، مثل الآلات، الخوادم، الطابعات المختصة وغيرها، بعد تقديم فواتير رسمية من المصنّعين أو المزوّدين.
وبيّن أن مؤسسة كتاما قامت إلى حدّ الآن بدعم نحو 33 مشروعًا، العديد منها تحوّل إلى مشاريع منتجة وناجحة، بل واستطاعت جذب مستثمرين من القطاع الخاص. وذكر في هذا السياق مثال مشروع انطلق بدعم قدره 10 آلاف دينار فقط، ثم تمكن لاحقًا من تحقيق رقم معاملات بلغ 300 ألف دينار بعد دخول رجل أعمال كشريك فيه.
وأكد بوخريص أن هذا النجاح يمثل مصدر فخر للمؤسسة، مشددًا على أن طموح كتاما يتجاوز قيمة الدعم الحالية، معربًا عن أمله في توسيع المشروع وفتح المجال أمام المؤسسات المالية والبنكية للانضمام إلى البرنامج من أجل دعم عدد أكبر من الشباب والمشاريع.
كما أشار إلى أن أغلب الملفات الواردة تتعلق بقطاعات الفلاحة وتكنولوجيا المعلومات، وأن المشاركين ينتمون إلى مختلف ولايات الجمهورية، من الشمال إلى الجنوب، مرورًا بالكاف، القيروان، سيدي بوزيد، قبلي، سوسة، المهدية وبن عروس.
وفي إطار متابعة المشاريع بعد نجاحها، أوضح المدير العام أن المؤسسة تتعمد أحيانًا اقتناء منتجات أو خدمات من رواد الأعمال أنفسهم، دعمًا لدورتهم الاقتصادية، مثل اقتناء معدات طباعة لفائدة الأطفال ضعاف البصر أو كاميرات متطورة لرصد بدايات الحرائق، تم تثبيتها قرب ثلاث مناطق فلاحية كإجراء وقائي.
وختم بوخريص تصريحه بالتأكيد على أن مشروع “كتاما 100 مليون” يمثل نموذجًا عمليًا للشراكة بين القطاع الخاص والشباب، ومثالًا حيًا على أن الاستثمار في الأفكار الطموحة يمكن أن يتحول إلى قيمة اقتصادية واجتماعية حقيقية.


