في إنجاز طبي يُحسب للقطاع الصحي العمومي، نجح الفريق الطبي بقسم أمراض القلب في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة، يوم الاثنين 8 ديسمبر 2025، في إجراء أوّل عملية من نوعها في تونس لعلاج تكلّسات الشرايين التاجية باستعمال تقنية الموجات التصادمية داخل الشريان، فاتحا بذلك بابا جديدا في علاج أمراض القلب المعقّدة.
العملية أُجريت لمريض يبلغ من العمر 58 سنة، كان يعاني من تضيق حاد ومتقدّم في أحد الشرايين التاجية بسبب تكلّسات صلبة، ما كان يجعل الخيارات العلاجية التقليدية محدودة ومحفوفة بالمخاطر.
تكنولوجيا دقيقة داخل الشريان… دون جراحة ثقيلة
وحسب بلاغ صادر عن وزارة الصحة، فقد تمكّن الفريق الطبي من تفتيت التكلّسات داخل الشريان باستعمال بالون خاص يعتمد تقنية lithotripsie intracoronaire، وهي تقنية متطوّرة تستعمل موجات تصادمية عالية الدقّة تسمح بتفكيك التكلّسات الصعبة دون إحداث ضرر بالأنسجة المحيطة.
وبعد إنجاح هذه المرحلة الحساسة، تمّ وضع دعامة دوائية مكّنت من استعادة تدفّق الدم بشكل طبيعي، ما جنّب المريض تدخّلات جراحية أكثر تعقيدا.
كفاءات تونسية في الموعد… وعمل جماعي دقيق
وقد أشرف على هذا التدخّل الطبي الدقيق الأستاذ حبيب بن أحمد رفقة فريق القسطرة، تحت إشراف الأستاذة ليلى بزداح، وبالتنسيق مع الأستاذ أيمن العباسي من الصيدلة السريرية، في مثال واضح على أهمية العمل الجماعي متعدد الاختصاصات في إنجاح مثل هذه العمليات المتطوّرة.
رسالة طمأنة للمرضى… وتأكيد على تطوّر الطب التداخلي
وزارة الصحة اعتبرت هذا النجاح مؤشرا واضحا على التقدّم الذي بلغته تونس في مجال طب القلب التداخلي، وعلى قدرة الإطارات الطبية الوطنية على مواكبة أحدث التقنيات العالمية، حتى داخل المستشفيات العمومية التي غالبا ما تُتَّهم – ظلما أحيانا – بالعجز ونقص الإمكانيات.
