الديوانة التونسية تحبط ما كان يُفترض أن يُغرق الشارع: 13 مليون حبّة مخدّرة و80 كلغ كوكايين محجوزة في سنة واحدة

أرقام ثقيلة وعمليات نوعية… هكذا لخصت الديوانة التونسية حصيلة سنة كاملة من الحرب المفتوحة على المخدرات، في معركة صامتة تدور يوميًا على الحدود، وفي الموانئ والمعابر، بعيدًا عن الأضواء.
حصيلة قياسية تكشف حجم الخطر
الناطق الرسمي باسم الديوانة، العميد شكري الجبري، أكّد في تصريح إعلامي على هامش الندوة الوطنية للإدارة العامة للديوانة المنعقدة بمناسبة الذكرى 69 لعيد الديوانة تحت شعار «الديوانة حصن ضدّ المواد المخدّرة»، أنّ المحجوزات المسجّلة طيلة السنة كانت غير مسبوقة.
وحسب الأرقام المعلنة، نجحت مصالح الديوانة في حجز:
-
أكثر من 13 مليون حبّة مخدّرة
-
أكثر من 80 كلغ من الكوكايين
-
ما يفوق 760 كلغ من القنب الهندي (زطلة)
أرقام لا تعكس فقط نجاعة العمليات، بل أيضًا ضخامة الخطر الذي كان يتهدّد المجتمع.
من رادس إلى صفاقس: عمليات دقيقة وموجعة
العميد الجبري أوضح أنّ هذه النتائج تحقّقت بفضل عمليات نوعية ومحكمة شملت:
-
ميناء رادس
-
ميناء حلق الوادي
-
مطار تونس قرطاج
-
وعملية كبرى أنجزها الحرس الديواني بصفاقس تم خلالها حجز أكثر من 43 كلغ من الكوكايين دفعة واحدة.
عمليات استهدفت شبكات منظمة تعتمد على التخفي والتخطيط الطويل المدى.
مقارنة بسنة 2024: الأرقام تضاعفت
ولعلّ الأخطر في المعطيات، هو المقارنة مع السنة الماضية.
ففي 2024 لم تتجاوز المحجوزات:
-
33 كلغ كوكايين
-
257 كلغ قنب هندي
-
حوالي 1.1 مليون حبّة مخدّرة
ما يعني أنّ الأرقام تضاعفت عدة مرات خلال سنة واحدة.
ويرجع العميد الجبري هذا الارتفاع إلى عاملين أساسيين:
-
تزايد الطلب على المخدرات
-
ارتفاع مستوى الجاهزية واليقظة لدى أعوان الديوانة في كامل تراب الجمهورية
المعابر… النقطة الساخنة
وسجّلت المعابر البرية والبحرية النصيب الأكبر من المحجوزات، خاصة:
-
رأس الجدير
-
الرهيبة
-
ملولة
-
ميناء رادس
-
ميناء حلق الوادي
حيث يعتمد المهربون أساسًا على وسائل النقل لنقل السموم.
حيل الإخفاء… والديوانة تتكيّف
لم يعد الإخفاء بدائيًا، حسب العميد الجبري، فالتهريب يتم اليوم عبر:
-
مخابئ دقيقة داخل السيارات
-
الأغراض الشخصية
-
مواد غذائية
-
تجهيزات إلكترومنزلية
وهو ما يجعل عملية الكشف بالغة التعقيد، ويتطلب تجهيزات حديثة وكفاءات مدرّبة.
استثمار في التكنولوجيا والموارد البشرية
وفي هذا السياق، أكّد الجبري أنّ الديوانة التونسية تعزّزت خلال الفترة الأخيرة بـ:
-
معدات كشف بالأشعة عالية الدقة
-
أنياب مدرّبة
-
انتدابات جديدة في صفوف الأعوان والضباط
دعم يُترجم على الميدان، لا في البلاغات فقط.
ما خفي أعظم…
الأرقام المعلنة تكشف جانبًا واحدًا من المعركة.
13 مليون حبّة مخدّرة لم تصل إلى الشارع، و80 كلغ كوكايين لم تُفسد آلاف الأرواح.
رسالة الديوانة كانت واضحة:
المعركة طويلة… لكن الحصن مازال صامدًا.


