خطّ بحري مباشر بين ليفورنو وحلق الوادي؟ مقترح تونسي يفتح آفاقًا جديدة للجالية والتبادل التجاري

في خطوة لافتة تحمل أبعادًا اقتصادية واجتماعية في الآن ذاته، طُرح مؤخرًا مقترح إحداث خطّ بحري مباشر يربط ميناء ليفورنو الإيطالي بميناء حلق الوادي، استجابة لمطلب متكرر من الجالية التونسية المقيمة بإيطاليا، التي تبحث عن حلول أسهل وأسرع للتنقّل ونقل البضائع.
مبادرة من القنصلية التونسية بروما
وجاء هذا المقترح على لسان قنصل الجمهورية التونسية بروما، مروان الكبلوطي، خلال جلسة عمل جمعته يوم 11 ديسمبر 2025 برئيس سلطة الموانئ بليفورنو، دافيد كاريليو، بحضور كامل أعضاء مجلس الإدارة، وذلك في إطار زيارة عمل رسمية للمدينة الساحلية الإيطالية.
ترحيب إيطالي وامتياز محتمل للشركة التونسية للملاحة
وبحسب ما نقلته الصفحة الرسمية للقنصلية التونسية بروما، فقد أبدى رئيس سلطة الموانئ بليفورنو اهتمامًا وترحيبًا واضحين بالفكرة، مقترحًا إمكانية تسيير بواخر شحن وركاب من قبل الشركة التونسية للملاحة، وهو ما اعتُبر امتيازًا خاصًا يمكن أن يعزّز موقع الناقل الوطني في هذا الخطّ الحيوي.
واتفق الطرفان، بالمناسبة، على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي في مجال النقل البحري للأشخاص والبضائع، بما يخدم مصالح البلدين ويستجيب لتطلعات الجالية التونسية.
تفعيل اتفاقية 2016 وممرّ أخضر في الأفق
كما شكّلت الجلسة مناسبة للتذكير بـمذكّرة التفاهم الموقّعة سنة 2016 بين سلطة ميناء ليفورنو وديوان البحرية التجارية والموانئ، مع التأكيد على ضرورة تفعيلها عمليًا.
وفي هذا السياق، قُدّم عرض مفصّل حول سبل الاستفادة من هذه الاتفاقية، خاصة في مجالات تعزيز المبادلات التجارية، السلامة البحرية، الاستدامة البيئية، التحوّل الرقمي والتكوين.
وتطرّق النقاش كذلك إلى مشاريع البنية التحتية الجاري إنجازها، والمبادرات المرتبطة بالتحوّل البيئي والرقمي، مع طرح فكرة تطوير “ممرّ أخضر” يربط ليفورنو بالموانئ التونسية.
الشركة التونسية للملاحة… حضور متواصل منذ أربعة عقود
وفي ختام الزيارة، وبمناسبة مرور أربعين سنة على بعث مكتب الممثل التجاري للشركة التونسية للملاحة بليفورنو، أدّى القنصل زيارة إلى هذا المكتب للاطلاع على أنشطته والخدمات التي يقدّمها، داعيًا إلى مزيد الحرص على الدفاع عن مصالح الشركة والحفاظ على صورتها الإيجابية في واحدة من أهم الموانئ الإيطالية.
بين مقترح قيد الدرس وترحيب إيطالي واضح، يبدو أن خطّ ليفورنو – حلق الوادي قد يتحوّل من فكرة إلى واقع، بما يحمله ذلك من مكاسب للجالية التونسية وللعلاقات البحرية والتجارية بين تونس وإيطاليا.



