هل يصمد برشلونة أمام مليارات بن سلمان؟ عرض فلكي يُشعل الجدل في كتالونيا

عادت الأحاديث عن الاستثمارات السعودية الضخمة في كرة القدم العالمية لتطفو على السطح من بوابة نادي برشلونة، بعد تقارير إعلامية إسبانية تحدّثت عن نية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الاستحواذ على النادي الكتالوني مقابل عرض مالي غير مسبوق.
ووفق ما كشفه الصحفي الرياضي الإسباني المعروف فرانسوا غاياردو، فإن بن سلمان قدّم عرضًا يُقدّر بـ 10 مليارات أورو لشراء برشلونة، في خطوة لو تحقّقت ستُعد من أضخم الصفقات في تاريخ الرياضة العالمية.
هذا الاهتمام السعودي يأتي في وقت يعاني فيه برشلونة من أزمة مالية خانقة، إذ تُقدّر ديونه بنحو 2.5 مليار أورو، ما جعل النادي في السنوات الأخيرة تحت ضغط كبير للبحث عن حلول إنقاذية، سواء عبر بيع لاعبين أو التفويت في أصول تجارية.
غير أنّ هذا العرض، رغم ضخامته، يصطدم بعقبة قانونية وهيكلية كبرى، إذ إن نادي برشلونة مملوك لمنظومة “السوسيوس” (المنخرطين)، الذين يرفضون تقليديًا فكرة الملكية الأجنبية أو التفويت في هوية النادي، ما يجعل الاستحواذ الكامل من طرف مستثمر أجنبي شبه مستحيل في الظرف الراهن.
في المقابل، لا تستبعد المصادر ذاتها إمكانية فتح الباب أمام استثمارات سعودية في الفروع التجارية أو الاقتصادية التابعة للنادي، وهو سيناريو قد يوفّر مداخيل هامة دون المساس بملكية النادي وتقاليده التاريخية.
وتندرج هذه التحرّكات المحتملة ضمن الاستراتيجية السعودية الجديدة التي جعلت من الرياضة، وخاصة كرة القدم، واجهة عالمية للاستثمار والنفوذ، وهو ما تجسّد في استقطاب نجوم عالميين وتنظيم تظاهرات كبرى، وصولًا إلى فوز المملكة بشرف تنظيم كأس العالم 2034.
ويبقى السؤال المطروح اليوم بقوة في كتالونيا:
هل تصمد هوية برشلونة وتقاليده أمام إغراءات المليارات؟
سؤال مفتوح على كل الاحتمالات، في عالم كرة القدم الحديثة حيث لم تعد الأرقام مجرّد تفاصيل.



