في خطوة جديدة تعزّز موقعها كوجهة علمية وطبية واعدة، تحتضن تونس يومي 20 و21 ديسمبر 2025 فعاليات القمة العالمية لزراعة الأسنان والفك (Global Perio-Implant Summit)، وهي تظاهرة دولية تجمع نخبة من أبرز الأطباء والخبراء في اختصاصات زراعة الأسنان، تجديد العظام وأمراض اللثة، وسط رهان واضح على دعم التكوين المستمر ودفع السياحة الطبية.
كفاءات تونسية تصنع الفارق
وفي تصريح لـ«موزاييك»، أكّد هيثم كمال، رئيس لجنة تنظيم القمة، أنّ هذه الدورة هي النسخة الثانية من المؤتمر، مشيرًا إلى أنّ اختيار تونس لم يكن صدفة، بل نتيجة ما تزخر به البلاد من كفاءات طبية عالية المستوى ومحتوى علمي متقدّم، خاصة على مستوى كلية الطب بالمنستير.
وأوضح كمال أنّ القمة تستقطب خبراء من عدة دول عربية على غرار مصر ولبنان والعراق، إلى جانب مشاركين من أوروبا، خاصة إسبانيا، فضلًا عن خبرات دولية سبق أن شاركت من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، ما يمنح التظاهرة بعدًا عالميًا حقيقيًا.
العلم في متناول الأطباء
وشدّد رئيس لجنة التنظيم على أنّ الهدف الأساسي من القمة يتمثّل في نقل الخبرات وتبادل التجارب بين الأطباء، خصوصًا في ظلّ التطور السريع الذي يشهده مجال زراعة الأسنان وتقنيات ترميم العظام.
واعتبر أنّ تنظيم مثل هذه التظاهرات داخل تونس يوفّر فرصة ثمينة للأطباء، ويخفّف عنهم الأعباء المالية الكبيرة المرتبطة بالسفر، الإقامة والتأشيرات، والتي غالبًا ما تحول دون مواكبة آخر المستجدات العلمية بالخارج.
وأشار إلى أنّ عدد المشاركين بلغ حاليًا حوالي 150 طبيب أسنان مختص، مع تواصل ارتفاع عدد المسجّلين، خاصة من الجزائر والعراق ومصر، حيث حضر عدد منهم خصيصًا للمشاركة في ورشات العمل التطبيقية.
رهان على السياحة الطبية
وفي بُعد لا يقلّ أهمية، أكّد كمال أنّ القمة تمثّل رافعة حقيقية للسياحة الطبية وسياحة التجميل في تونس، وهو هدف استراتيجي يضعه المنظمون ضمن أولوياتهم.
وأضاف أنّ السياحة العلاجية في تونس، رغم ضعفها النسبي حاليًا، تمتلك مقومات قوية من حيث الكفاءات، جودة الخدمات وتكلفة العلاج، لكنها تحتاج إلى مزيد من الترويج، وتنظيم المؤتمرات العلمية، وتعزيز التعاون الدولي بين الشرق والغرب، بما يساهم في استقطاب مرضى من مختلف أنحاء العالم.
تونس… وجهة علمية وسياحية واعدة
وتُعدّ القمة العالمية لزراعة الأسنان والفك 2025 فرصة استثنائية للمهنيين لتطوير مهاراتهم ومواكبة أحدث التقنيات الطبية، كما تمثّل في الآن ذاته خطوة إضافية نحو ترسيخ صورة تونس كوجهة موثوقة للعلم الطبي والسياحة العلاجية في المنطقة، في زمن أصبحت فيه المعرفة والتخصص بوابة للتنمية والاستثمار.
