وطنية

محمد علي النهدي يفتح النار: «الروندة 13» مُقصى في تونس… والمساكني يساند العمل ماليا

في خرجة إعلامية صريحة وحمّالة رسائل، تحدّث المخرج محمد علي النهدي خلال استضافته، اليوم السبت 20 ديسمبر 2025، في برنامج «نجوم»، عن كواليس استبعاد فيلمه الجديد «الروندة 13» من المسابقة الرسمية لمهرجان أيام قرطاج السينمائية، كاشفًا في الآن ذاته عن تفاصيل إنسانية وفنية غير مسبوقة تخصّ العمل ومشاريعه القادمة.

عرض خارج المسابقة… واحترام للجمهور

وأوضح النهدي أنّ فيلم «الروندة 13» عُرض أمس في إطار خاص خارج المسابقة الرسمية، مؤكدًا أنّه قبل بذلك تقديرًا لمجهودات الفريق الفني والتقني، واحترامًا لحقّ الجمهور في مشاهدة العمل، رغم خيبة أمله من قرار الإقصاء.

غير أنّ هذا القبول لم يمنع المخرج من التعبير عن استيائه العميق من سياسة المهرجان، معتبرًا أنّ ما يحدث داخل أيام قرطاج السينمائية «مبني على خور غير مفهوم»، وفق تعبيره، مضيفًا:

«إذا تواصل هذا الأسلوب، قرّرت عدم المشاركة مستقبلًا في المهرجان بأعمالي القادمة… هناك ظلم كبير تتعرّض له الأفلام».

جرح قديم يتجدّد

واستحضر النهدي تجربته المؤلمة سنة 2008 مع فيلم «المشروع»، الذي حصد مشاركات دولية مرموقة، لكنه — حسب قوله — «حُرم من الجوائز في تونس بقرار غير منصف».

وأشار إلى أنّ المفارقة تتكرّر اليوم، حيث يلقى «الروندة 13» ترحيبًا واسعًا في مهرجانات ومسابقات دولية بكل من مصر وإيران، في الوقت الذي يُقصى فيه داخل بلده.

«الروندة 13»… من الملاسين إلى الحلم

بعاطفة واضحة، تحدّث النهدي عن كواليس اختيار أبطال الفيلم، موضحًا أنّ دور الملاكم كان حلمًا راوده منذ أكثر من 20 سنة وكتبه في الأصل لنفسه، قبل أن يقرّر، باقتراح من زوجته، إسناده إلى الممثل حلمي الدريدي.

ووصف الدريدي بأنّه «الوحيد القادر على تجسيد الشخصية»، لكونه ابن حي شعبي ومارس الملاكمة فعليًا، ما منح الدور صدقية عالية.

كما أشاد بالبطل الطفل هادي بن جبورية، الذي وقع اختياره من بين 300 طفل من منطقة الملاسين، مؤكدًا أنّه قدّم أداءً احترافيًا فاجأ الجميع، مضيفًا:

«في أحيائنا الشعبية مواهب مغمورة… تحتاج فقط إلى فرصة».

يوسف المساكني يدخل على الخط

وفي جانب الإنتاج، كشف النهدي عن الصعوبات المالية التي رافقت إنجاز الفيلم، مشيرًا إلى أنّه تلقّى، ولأول مرة، دعمًا من وزارة الثقافة، لكن المفاجأة كانت في دخول نجم كرة القدم يوسف المساكني كمساهم مالي في المشروع، رغم ابتعاده عن عالم السينما.

وأعلن المخرج أنّ 10% من مداخيل الفيلم ستُخصّص لفائدة جمعية تُعنى بمرضى السرطان، كاشفًا أنّ العرض الجماهيري سينطلق في أفريل القادم بتونس، ثم في ماي بفرنسا.

«لمين وسعاد»… فيلم سيُعرض رغم العراقيل

وفي ختام حديثه، تطرّق النهدي إلى مشروعه السينمائي القادم «لمين وسعاد»، الذي يروي سيرة والديه لمين النهدي وسعاد محاسن، مشيرًا إلى أنّه واجه عراقيل كبيرة داخل تونس.

وأوضح أنّ لجنة وصفها بـ«الفاشلة» رفضت دعم المشروع بدعوى تتعلّق بترخيص تصوير والدته المريضة وتداخل حقوق الإرث، رغم — حسب قوله — إشادة وزيرة الثقافة به واعتباره مشروعًا وطنيًا.

وختم النهدي برسالة قوية:

«الفيلم سيُعرض رغم الداء والأعداء… حصلنا على دعم من الدوحة، وفاز المشروع بجائزتين في الخارج، ورُفض في تونس».

بين الإقصاء المحلي والاعتراف الدولي، يواصل محمد علي النهدي معركته الفنية، رافعًا راية سينما شعبية، جريئة، ومتصالحة مع الواقع… حتى وإن دفعت ثمن الصراحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى