القيروان على وقع الغضب: سائقو التاكسي يعلّقون العمل بعد مقتل زميلهم في “براكاج” دموي

خيّم الحزن والغضب، صباح اليوم الأحد 21 ديسمبر 2025، على مدينة القيروان، إثر مقتل سائق تاكسي متأثّرًا بجروحه البليغة، بعد تعرّضه إلى عملية سلب واعتداء بآلة حادّة على مستوى الصدر والرقبة، نفّذها شابّان في ساعة متأخرة من الليل.
وفي ردّ فعل سريع، علّق عدد من سواق وأصحاب سيارات الأجرة “التاكسي” نشاطهم، وتجمّعوا بمفترق “سبحان الله” وسط المدينة، في وقفة احتجاجية عبّروا خلالها عن غضبهم واستيائهم من تدهور الوضع الأمني.
“الرعب يرافقنا في كل رحلة”
وفي تصريح إعلامي، أكّد محمد الهادي بوجزة، رئيس نقابة التاكسي الفردي بالقيروان، أنّ السواق يعيشون حالة خوف حقيقية بسبب تزايد عمليات السلب والاعتداء، معتبرًا أنّ ما حدث “لم يعد حادثًا معزولًا”، بل نتيجة مباشرة لـتفشّي الجريمة وبلوغها مستويات خطيرة وصلت حدّ القتل.
وقال بوجزة إنّ القطاع لم يعد يحتمل مزيدًا من الخسائر في الأرواح، مطالبًا بـالمحاسبة الصارمة للجناة وتشديد العقوبات، إلى جانب توفير حماية فعلية لسائقي التاكسي، خاصة خلال الفترات الليلية.
إيقاف العمل وتصعيد الاحتجاج
وأوضح رئيس النقابة أنّ سواق التاكسي قرّروا التوقّف عن العمل بداية من الساعة الخامسة مساء اليوم، ولمدّة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أيام، إلى حين صدور قرارات جدّية من السلط المعنية، على رأسها تكثيف الدوريات الأمنية وسط المدينة والأحياء المحيطة بها.
ومع تصاعد حدّة الغضب، تحوّل المحتجّون في مسيرة سلمية من مفترق “سبحان الله” إلى أمام مقر ولاية القيروان، رافعين شعارات تطالب بالأمن والعدالة، ومؤكّدين أنّ “العمل في هذا القطاع أصبح مخاطرة يومية”.
صرخة قطاع منهك
حادثة مقتل سائق التاكسي أعادت إلى الواجهة هشاشة الوضع الأمني الذي يواجهه العاملون في قطاع النقل الفردي، وطرحت من جديد أسئلة مؤلمة حول سلامة المهنيين، في مدينة تُعدّ من أعرق المدن التونسية.
وبين حزن على زميل رحل، وخوف من تكرار المأساة، ينتظر سائقو التاكسي بالقيروان تحرّكًا عاجلًا يعيد لهم الحدّ الأدنى من الأمان… قبل أن تسقط ضحية جديدة.


