أعلنت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أن تكاثر الطحالب المجهرية (blooms) هو سبب نفوق الكائنات البحرية في خليج المنستير خلال الفترة من 18 إلى 21 جوان 2025، والذي طال السواحل الجنوبية الشرقية للخليج، من قصيبة المديوني إلى لمطة وصيادة.
لتحديد أسباب هذه الظاهرة، كلفaت الوزارة في 18 جوان 2025 فريقًا مشتركًا من الإدارة العامة للصيد البحري وتربية الأسماك، والمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، ومصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمنستير. قام الفريق الميداني التابع للمعهد بجمع عينات من موقعين مختلفين بالخليج يومي 18 و21 جوان لتحليلها فيزيائيًا-كيميائيًا وبيولوجيًا في مخابر المنستير وحلق الواد وصلامبو، وربطها بالمعطيات البحرية.
أظهرت التحاليل الأولية أن الظاهرة تعود أساسًا إلى تكاثر الطحالب المجهرية، خلافًا للظواهر السابقة التي كانت ناتجة عن بكتيريا مختزلة للكبريت. ساهم في تفاقمها عدة عوامل بيئية، أبرزها: وفرة المغذيات في المياه نتيجة الأمطار الربيعية الغزيرة والتصريفات الحضرية، وتفكك الطحالب الخضراء (Ulva spp.)، وارتفاع درجات الحرارة، وضعف تجدد الكتل المائية، وانعدام الرياح. أدت هذه العوامل إلى انخفاض حاد في الأوكسجين الذائب في المياه، و حالات انعدام الأوكسجين، مما تسبب في نفوق الكائنات البحرية.
بالنسبة لتغير لون المياه بغار الملح وتكاثر الطحالب بمنطقة سيدي علي المكي، الذي تم رصده يوم 21 جوان 2025، كلفت الوزارة فرقًا من المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار بصلامبو وحلق الوادي للانتقال إلى الموقع وجمع عينات من المياه والرواسب السطحية لتشخيص الحالة. كشفت القياسات الميدانية الأولية عن درجات حرارة غير معتادة تتراوح بين 26 و32 درجة مئوية، مما يشكل ظروفًا ملائمة لتكاثر بعض أنواع الطحالب المجهرية. ستخضع العينات لتحاليل فيزيائية-كيميائية وبيولوجية ورسوبية لتحديد أنواع الطحالب المجهرية المسؤولة عن الظاهرة، وتقييم نسب المغذيات والملوثات المحتملة، وفهم العوامل البيئية المتسببة فيها.
هذا وقد تم منذ صباح يوم 22 جوان، تكليف فريق مراقبة مستمرة تابع للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحة بالمنستير لضمان عدم تجميع وترويج الأسماك النافقة.
