اقتصاد

“قوة سيبيريا 2”.. شريان غاز استراتيجي بين موسكو وبكين يواجه تحديات كبرى

روسيا والصين تعيدان ترتيب أولوياتهما الطاقية عبر مشروع ضخم يثير اهتمام الأسواق الدولية

دفعت المصالح الاقتصادية المتشابكة بين روسيا والصين إلى إعادة إحياء مشروع خط أنابيب الغاز العملاق «قوة سيبيريا 2»، الذي يهدف إلى ضخ الغاز الروسي مباشرة إلى الصين عبر منغوليا. وبينما يرى مراقبون أن المشروع يشكل شريانًا حيويًا للطاقة بين البلدين، إلا أنه يواجه عقبات كبيرة قد تعرقل تنفيذه في المدى المنظور.

لماذا مشروع «قوة سيبيريا 2» مهم لموسكو وبكين؟

  • روسيا تسعى لتنويع أسواقها
    مع تقلص اعتماد أوروبا على الغاز الروسي بسبب العقوبات والتوترات الجيوسياسية، يمثل المشروع منفذًا استراتيجيًا جديدًا لموسكو، ما يساعدها على تأمين إيرادات ضخمة من ثاني أكبر اقتصاد في العالم وتقليل اعتمادها على السوق الأوروبية المتقلبة.

  • الصين تؤمّن إمدادات طاقتها البرية
    المشروع يمنح بكين مصدرًا ثابتًا وآمنًا للغاز بعيدًا عن المخاطر البحرية، ويدعم جهودها للتحول إلى طاقة أنظف بتعزيز اعتمادها على الغاز الطبيعي الأقل تلويثًا مقارنة بالفحم.

تحديات تعرقل «قوة سيبيريا 2».. من التكلفة للخلافات الجيوسياسية

رغم الأهمية البالغة للمشروع، إلا أنه يصطدم بعقبات حقيقية:

  • تكلفة ضخمة: تنفيذ الخط في تضاريس قاسية يتطلب استثمارات بمليارات الدولارات.

  • الخلاف حول الأسعار: لا تزال المفاوضات بين موسكو وبكين تراوح مكانها بشأن أسعار الغاز وشروط التوريد.

  • تباطؤ الاقتصاد الصيني: قد يقلل من حاجتها الفورية لإمدادات غاز إضافية.

  • ضغوط غربية: العقوبات المفروضة على روسيا قد تعرقل التمويل أو توريد المعدات اللازمة.

  • مخاوف بيئية: مرور الخط في مناطق بيئية حساسة يثير اعتراضات داخلية ودولية.

الذهب يلمع وسط شكوك حول مصير رئيس الفدرالي الأمريكي

في سياق آخر، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد حالة عدم اليقين في الأسواق بعد تقارير تحدثت عن نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استبدال رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول بحلول سبتمبر المقبل.

يأتي هذا في وقت يترقب فيه المستثمرون أي تغييرات محتملة في السياسة النقدية الأمريكية قد تؤثر سلبًا على الدولار وتعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.



“قوة سيبيريا 2” ليس مجرد مشروع طاقة، بل جزء من تحالف استراتيجي بين روسيا والصين يعيد رسم خرائط أسواق الطاقة العالمية. إلا أن تحديات التمويل والخلافات التعاقدية وضغوط البيئة والجغرافيا السياسية تجعل مستقبله محفوفًا بالمخاطر، في وقت يواصل فيه الذهب تسجيل المكاسب مدعومًا بحالة الترقب التي تعم الأسواق الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى