باريس سان جيرمان يصفع ريال مدريد برباعية تاريخية: انتقام كروي بأقدام شابة وعقل إنريكي
هزيمة قاسية للملكي أمام منظومة باريس المتكاملة...

باريس، عاصمة الأضواء، تُطفئ نور مدريد
في ليلة لا تُنسى، ولا تُمحى من ذاكرة جماهير المستديرة، أبدع باريس سان جيرمان في تقديم واحدة من أروع عروضه على الإطلاق، حين أكرم وفادة ريال مدريد برباعية نظيفة، كانت بمثابة الرد الانتقامي على مواجهات سابقة شهدت فيها الكفة تميل للملكي. ولكن هذه الليلة، كتب الباريسيون سطور المجد بأقدامهم، وبأنغام أهدافهم التي كانت كل واحدة منها أجمل من الأخرى.
الرباعية… فن كروي وعقاب مؤلم
أربعة أهداف سكنت شباك الريال، لكنها لم تكن أهدافًا عادية. كانت لوحات فنية تُرسم على المستطيل الأخضر، يظهر فيها مدى التفاهم والانضباط والجرأة في أداء لاعبي باريس. تلاعب أشبال باريس بدفاع الريال كأنهم في حصة تدريبية، كأن لا تاريخ ولا ألقاب ولا هيبة تُرهبهم. كانت هزيمة قاسية، بل مؤلمة، وربما تاريخية بكل ما للكلمة من معنى.
باريس الجديد… ما بعد دوري الأبطال ليس كما قبله
منذ فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا، تغيّرت ملامح باريس سان جيرمان كلياً. الثقة التي يلعب بها الفريق باتت سلاحاً يُرعب المنافسين. صغار في السن، لكن كبار في الشخصية، يلعبون برزانة، برجاحة عقل، وكأن في داخل كل لاعب “محارب قديم” يعرف متى يضرب وكيف يُسقط أعتى الخصوم.
منظومة متكاملة… تبدأ من الخلف وتنتهي في الشباك
ما قدّمه الفريق الباريسي لم يكن فقط تألقاً هجومياً، بل كان نموذجاً في التكامل. من الحارس المتألق، إلى خط الدفاع الذي أغلق كل المنافذ، إلى وسط ميدان ديناميكي ومبدع، وصولاً إلى هجوم ناري لا يرحم. باريس لم يترك للريال فرصة للتنفس أو حتى التفكير.
ريال مدريد… العقم الهجومي والعجز الدفاعي
أما ريال مدريد، الفريق الذي اعتاد كتابة ملاحم المجد، فقد بدا تائهاً، بلا أنياب هجومية، وبلا صلابة دفاعية. لم تنفع محاولات المدرب تشابي ألونسو، ولا حتى استنجاده بالشيخ مودريتش لتنشيط وسط الملعب. بدا الفريق عقيماً، وظهر نجومه بلا روح، وكأنهم أمام قوة لا يمكن إيقافها.
لويس إنريكي… المهندس في الظل
وقد يكون المدرب الإسباني لويس إنريكي هو السر الحقيقي خلف هذا التحول الجذري. لمسات إنريكي واضحة على أداء الفريق، من انضباط تكتيكي، إلى شخصية جماعية شرسة، إلى أسلوب هجومي ممتع ومدمر في آن. هل هو بالفعل الرجل الذي سيقود باريس إلى حقبة الهيمنة الأوروبية؟ السؤال بات مطروحًا بجدية.
في النهاية، باريس لم يهزم الريال فقط، بل بعث رسالة قوية لكل أوروبا: “نحن قادمون بقوة، وهذه ليست صدفة”. أما مدريد، فعليه أن يعيد حساباته، لأن القادم قد يكون أصعب… وأقسى.