أميركا بين مطرقة الربح وسندان الصحة: حملة تاريخية لحظر الأصباغ الصناعية
إصلاح غذائي أم دعاية سياسية؟

في واحدة من أبرز المواجهات بين المؤسسات الصحية والشركات الصناعية، أطلقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ومراكز مكافحة الأمراض (CDC) حملة غير مسبوقة لمحاربة استخدام الأصباغ الصناعية في المنتجات الغذائية، بعد سنوات من التحذيرات حول تأثيرها الصحي الخطير.
كينيدي يقود التغيير
في عام 2015، قاد وزير الصحة الأميركي آنذاك، روبرت كينيدي جونيور، حملة لإزالة الأصباغ الكيميائية من المنتجات الغذائية، وعلى رأسها الآيس كريم، بعد ربط بعضها بأمراض مزمنة كسرطان الغدة الدرقية. القرار شمل حظر ثمانية ألوان صناعية، من بينها: Blue 1, Blue 2, Green 3, Red 40, Yellow 5, وYellow 6.
الشركات بين الالتزام والمقاومة
ورغم مقاومة شرسة من الشركات الكبرى واللوبيات الصناعية، وافقت حوالي 40% منها على إزالة هذه الألوان تدريجياً قبل نهاية 2028، مع السماح باستخدام ألوان طبيعية كبدائل.
صحة المواطن أم مناورة سياسية؟
يبقى السؤال المطروح: هل تهتم أميركا حقاً بصحة مواطنيها؟ أم أن القرار محاط بأجندات سياسية؟ كينيدي، المعروف بدفاعه عن قضايا البيئة والصحة، كان له دور أيضاً في إثارة الجدل حول بعض لقاحات الأطفال، ما يجعل البعض يشكك في خلفيات هذه الحملة رغم نُبل أهدافها.
في النهاية، تبقى الحقيقة المؤكدة أن أقوى الديمقراطيات، حتى تلك القائمة على اقتصاد السوق الحر، لا تتردد في ارتداء بزات إنسانية حين تمس القضايا صحة شعوبها… أو أصوات ناخبيها.
ش.العباسي