وزارة التعليم العالي تفتح تحقيقًا في شبهة التلاعب بنتائج التوجيه الجامعي لتلاميذ من الكاف

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم السبت، عن فتح تحقيق عاجل بالتنسيق مع وزارتي تكنولوجيات الاتصال والتربية، حول ما تمّ تداوله بخصوص شبهة التلاعب بنتائج التوجيه الجامعي لعدد من الناجحين في امتحان البكالوريا 2025، من معهدين بولاية الكاف.
وكشف مصدر مطّلع لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) أن المعطيات الأولية تفيد بوجود تلاعب بالمعطيات الشخصية الخاصة ببعض التلاميذ، تم من خلاله تغيير اختياراتهم الأصلية في التوجيه الجامعي دون علمهم. وقد تمكنت الجهات المعنية من تحديد مصدر التلاعب عبر عنوان IP وتحديد توقيت العملية، ما يعزز إمكانية تتبع المتورطين في هذا “الاعتداء التخريبي الممنهج”، وفق وصف المصدر.
وأكدت الوزارة أنها تعمل على تسوية كل الحالات المتضررة حالةً بحالة، بما يضمن احترام اختيارات التلاميذ حسب معدلاتهم، مشددة على أن كل من يثبت تورّطه سيُحال إلى العدالة، إلى جانب اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة.
ومن بين الحالات التي أثارت الرأي العام، قضية التلميذ محمد العبيدي، المتحصل على معدل 18 من 20 في شعبة العلوم التجريبية، والذي فوجئ بتوجيهه إلى شعبة الآثار بالقيروان، رغم اختياره لعدة كليات طب وصيدلة فقط. وأكّد محمد في تدوينة حديثة بعنوان “ما ضاع حق وراءه طالب” أنه تلقى مكالمة مباشرة من وزير التعليم العالي الذي طمأنه بإنصافه، وتمكينه من شعبة الطب، إلى جانب فتح تحقيق رسمي لتحديد المسؤوليات.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل شهادات مشابهة لزملاء محمد، من بينهم نور سويفي، جنان عبيدي، ومرام خميس، والذين أكدوا كذلك تعرضهم لتغيير تعسفي في اختياراتهم الجامعية.
يُذكر أن هذا الحادث يعيد طرح مسألة حماية المعطيات الشخصية وتحصين منظومة التوجيه الجامعي رقميا، ويثير تساؤلات حول درجة التأمين السيبرني للمواقع الرسمية والأنظمة المعتمدة في قطاع التعليم.