مجتمع

جريمة وحشية تهز سوسة: كلب ضحية اعتداء مروّع يفتح ملف العنف ضد الحيوانات في تونس

في مشهد صادم أثار غضب الرأي العام، تعرّض كلب في ولاية سوسة إلى اعتداء وحشي بآلة صلبة على يد مربي أغنام. التقرير الطبي البيطري كشف عن شلل كلي، نزيف في العينين، وكسر وخلع في الفقرات بين الرأس والصدر.
الكلب، الذي كان نائمًا لحظة الاعتداء، وجد نفسه عاجزًا عن المقاومة، ليُنقل في حالة فقدان كامل للوعي إلى عيادة بيطرية حيث بدت ملامحه تحكي قصة ألم يفوق الاحتمال.

فتح تحقيق واحتجاز المعتدي

النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية سوسة 1 أذنت بفتح بحث عدلي، وقررت الاحتفاظ بالمعتدي على ذمة التحقيق.

ظاهرة تتجاوز حادثة فردية

حادثة سوسة ليست الأولى من نوعها، إذ تتكرر في مناطق مختلفة من تونس حوادث عنف مروّعة ضد الحيوانات، منها حادثة المرسى حيث تعرضت كلبة تدعى “زهوة” إلى بتر أذنيها وذيلها وتوثيقها بسلك حديدي، وحادثة أخرى تمثلت في قطع أرجل ماعز على يد جار غاضب.
تتعدد أشكال الاعتداء لتشمل الضرب المبرح، التسميم، الحرق، أو التخلي عن الحيوانات في ظروف قاسية، ما يعكس تفشي ثقافة قسوة تهدد القيم الإنسانية.

آثار تتجاوز الضحايا

خبراء في علم الاجتماع يحذرون من أن التهاون مع هذه الجرائم يزرع بذور العنف في المجتمع، إذ إن من لا يرحم كائنًا ضعيفًا قد لا يرحم إنسانًا. كما أن غياب الوعي والمساءلة الصارمة يشجع على الإفلات من العقاب.

الإطار القانوني: بين النص والتطبيق

القانون التونسي، عبر الفصل 317 من المجلة الجزائية، يجرم الاعتداء على الحيوانات، ورغم وجود نصوص قانونية أخرى مثل القانون عدد 17 لسنة 2024، إلا أن منظمات الرفق بالحيوان ترى أن التطبيق ما يزال محدودًا.
كما تم إيداع مقترح قانون شامل لحماية الحيوانات في جويلية 2024، وينتظر نظر لجنة الفلاحة والأمن الغذائي فيه.

دعوات للتغيير

منذ 2021، دعت مجموعة Tunisia Animals Voice رئيس الجمهورية للتدخل من أجل قوانين أكثر صرامة، خاصة في مواجهة ظاهرة تسميم القطط والكلاب.

رسالة أخيرة

حماية الحيوانات ليست قضية ثانوية، بل مؤشر على رقي المجتمع. فالمعاملة الرحيمة للكائنات الأضعف، سواء كانت بشرًا أو حيوانات، هي حجر الأساس لأي مجتمع متحضر.

رفقًا بكائنات لا تتكلم… لأن صمتها لا يعني أنها لا تشعر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى