جوارب تونسية مبتكرة تمكّن ذوي الإعاقة من الحركة بحرية وثقة

تمكّن الشاب سَهْل بوغطاس، من مدينة بني حسان في ولاية المنستير، من المشي لأول مرة في حياته بثقة وبدون خوف منذ سنة وأربعة أشهر، بفضل منتجات مبتكرة طورها باحثون تونسيون في مخبر هندسة النسيج بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقصر هلال.
ابتكار يغيّر حياة المستفيدين
كانت الأطراف الاصطناعية المستوردة تتسبب لسهل بجروح بعد أسابيع قليلة من الاستعمال، ما كان يجبره على التوقف عن المشي. أما الآن، مع الجوارب والبطانات المطوَّرة محليًا، فقد استعاد صحته بالكامل ويستطيع المشي لمسافات طويلة، ممارسة الرياضة، قيادة الدراجة والسيارة، واستعادة ثقته بنفسه.
وقال سهل، خلال لقاء مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء:
“أنا سعيد لأنني أتعامل مع باحثين تونسيين من بلادي، أشاركهم الملاحظات حول الجوارب التي طوروها وعدلوها مرارًا حتى صارت أفضل من نظيراتها المستوردة.”
جوارب وبطانات بتقنية «سيملاس»
أوضح الأستاذ وليد الشاوش، صاحب براءة اختراع الجوارب والبطانات، أن المنتجات المطوَّرة صُنعت بتقنية «سيملاس» بدون خياطة، ما يجعلها أكثر مرونة وراحة مقارنة بالمنتجات المستوردة من ألمانيا وتركيا.
وأضاف أن البطانة الجديدة تحافظ على راحة الطرف المبتور وتمنع الالتهابات، بينما توفر الجوارب حماية ومرونة تشبه “جلدًا ثانيًا”.
تعاون مستمر مع المستفيدين
تم تطوير هذه المنتجات بالتعاون مع المستفيدين أنفسهم، ومن بينهم سهل بوغطاس، الذي ساهم بملاحظاته العملية في تحسينها. وأوضح الشاوش أن الفكرة بدأت سنة 2017 بعد اقتراح طالبة مبتورة الأطراف، وانطلقت العملية بالتعاون مع مركز صنع الآلات المقوّمة للأعضاء بسوسة وقسم الطب الفيزيائي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة.
خطوات مستقبلية نحو استقلالية ذوي الإعاقة
يعمل الباحثون حاليًا على تطوير منتج ثالث يحمي الأطراف الاصطناعية من تسرب المياه أثناء الاستحمام أو السباحة. كما يُفكر الفريق في إطلاق مؤسسة ناشئة بتونس لتصنيع هذه المنتجات محليًا وتوفيرها لذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف تعزيز استقلاليتهم وجودة حياتهم.