سجّلت ولاية القصرين خلال الموسم الفلاحي 2024 – 2025 صابة قياسية من التين الشوكي قدرت بحوالي 250 ألف طن، وهي نفس الكميات تقريباً التي حُققت الموسم المنقضي، وفق ما أفاد به رئيس دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، عمر السعداوي.
وأوضح السعداوي أن صابة هذا العام تُعدّ طيبة من حيث الجودة والكمية، مؤكداً أن حوض زلفان بمعتمدية فوسانة استأثر وحده بـ 150 ألف طن من الإنتاج، باعتباره من أبرز أحواض التين الشوكي على المستوى الوطني. وبيّن أن المنطقة مازالت إلى حدّ الآن في مأمن من آفة الحشرة القرمزية باستثناء بعض البؤر المحدودة التي تمت معالجتها في وقت وجيز.
وأشار المسؤول الجهوي إلى أن الترويج يسير بصفة عادية رغم وفرة الإنتاج، بفضل تنامي الطلب وتوافد التجار من خارج الولاية، لاسيما وأن المساحة الجملية المغروسة بالجهة تبلغ نحو 100 ألف هكتار، 70 بالمائة منها في شكل أسيجة تحيط بالمستغلات الفلاحية.
وفي سياق متصل، أكد السعداوي أن القصرين وضعت خطة متكاملة لمجابهة خطر الحشرة القرمزية، خاصة مع انتشارها الواسع في ولايتي سيدي بوزيد والقيروان، مشيراً إلى تنامي وعي الفلاحين بضرورة تفقد غراساتهم واقتلاع الكفوف المصابة والمشاركة الفعلية في حملات المكافحة.
ويُعدّ قطاع التين الشوكي قطاعاً استراتيجياً بالجهة، حيث تحتضن القصرين حوالي 100 ألف هكتار من غراسات التين الشوكي، من بينها 3 آلاف هكتار مخصصة للإنتاج البيولوجي، كما تضم 13 شركة لتحويل هذا المنتوج. وتساهم الصابة بنحو 50 بالمائة من الإنتاج الوطني، أي ما يعادل نصفه تقريباً.
ويوفر القطاع نحو 40 ألف موطن شغل، أغلبها لفائدة النساء العاملات في جني الثمار، كما يدرّ عائدات مالية سنوية تُناهز 80 مليون دينار، مما يعكس أهمية التين الشوكي كدعامة أساسية للاقتصاد الفلاحي في ولاية القصرين.
