شهد الدينار التونسي تراجعًا أمام العملة الأوروبية الموحدة (الأورو)، حيث سجل في سوق التعاملات البنكية مستوى 3.414 دينار للأورو الواحد حتى يوم 15 سبتمبر 2025، وفق بيانات البنك المركزي التونسي.
ويعد هذا المستوى تقريبًا الثاني الأعلى في تاريخ تداول الدينار مقابل الأورو، بعد أن سجل نفس الرقم في جويلية 2023. في المقابل، بقي سعر الدولار مستقرًا عند 2.910 دينار.
وأوضح المحلل المالي بسام النيفر، أن التراجع الحالي للأورو أمام الدينار لا يعود إلى ضغوطات داخلية على العملة المحلية، مشيرًا إلى أن تقرير وكالة “فيتش رايتينغ” أكد عدم وجود مشاكل في ميزان الدفوعات أو احتياطات العملة الأجنبية لسداد الديون.
وأشار النيفر إلى أن ارتفاع الأورو عالميًا مقابل الدولار يرجع إلى توقعات خفض الفائدة الرئيسية من قبل الفيدرالي الأمريكي، بينما أوقف البنك المركزي الأوروبي مسار تخفيض الفائدة، مما أدى إلى زيادة الطلب على الأورو.
وعن تأثير الوضعية على الاقتصاد التونسي، أوضح أن ارتفاع الأورو مقابل الدينار مفيد للعمليات الجارية والتصدير، إذ تمثل هذه العمليات زهاء 50% من العائدات بالعملة الأجنبية، فيما تُجرى حوالي 78% من المداخيل من الصادرات بالأورو. وأضاف أن استيراد النفط والطاقة والمواد الغذائية بالدولار يجعل انخفاض الدولار أمام الدينار مفيدًا لتكلفة الواردات.
واختتم النيفر تحليله بالقول إن الوضعية الحالية على مستوى صرف الدينار مقابل الأورو تصب في صالح الاقتصاد التونسي على المدى القصير، من حيث خفض تكلفة التوريد بالعملة الأجنبية ورفع عائدات الصادرات بالأورو.
