عربية

المغرب يهتز على وقع احتجاجات “جيل زد 212”: شباب غاضب يطالب بالكرامة والعدالة الاجتماعية

شهدت مدن مغربية عدة خلال الأيام الأخيرة موجة احتجاجات شبابية غير مسبوقة، قادتها حركة رقمية ناشئة تُطلق على نفسها اسم “جيل زد 212”، في إشارة إلى الجيل الرقمي الجديد (Gen-Z) ورمز الهاتف الدولي للمغرب (212).

احتجاجات انطلقت من مواقع التواصل

الحركة التي وُلدت على منصات مثل تيك توك وديسكورد، نجحت في تعبئة آلاف الشبان الغاضبين من أوضاع التعليم والصحة وتفشي البطالة والفساد. وقد رفع المحتجون شعارات أبرزها: “الحرية، الكرامة، العدالة الاجتماعية” و*”الشعب يريد إنهاء الفساد”*.

من الغضب الاجتماعي إلى المواجهة مع الأمن

انطلقت شرارة الاحتجاجات إثر غضب واسع من وضع المستشفيات العمومية وتدهور الخدمات الصحية، قبل أن تمتد المطالب إلى ملفات أعمق مثل إصلاح التعليم وتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد.
لكن التوتر سرعان ما تحوّل إلى اشتباكات عنيفة في مدن تيزنيت، إنزكان، وجدة، وتمارة، حيث رشق مئات الشبان قوات الأمن بالحجارة، مما أدى إلى تخريب سيارات أمنية وخاصة وفروع بنكية. وقد أسفرت الأحداث عن إيقاف العشرات، ما أثار انتقادات جمعيات حقوقية.

رفض الإنفاق الرياضي مقابل إهمال القطاعات الاجتماعية

من بين أبرز شعارات الحركة، الدعوة إلى مقاطعة كأس أمم إفريقيا 2025 التي سيستضيفها المغرب نهاية العام المقبل. واعتبر المحتجون أن تخصيص مليارات الدولارات للبنية التحتية الرياضية يعدّ “ترفًا استعراضيًا”، في وقت تعاني فيه البلاد من ضعف المنظومتين الصحية والتعليمية.

الحكومة: الحوار هو الحل

الحكومة المغربية، التي يقودها تحالف من أحزاب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، أبدت استعدادها لفتح حوار مع الشباب المحتج. وأكدت أن “طموحات الإصلاح تتقاطع مع أولويات الدولة، خاصة في قطاع الصحة”، لكنها شددت على أن “الإصلاحات الكبرى لا تُؤتي نتائجها بين ليلة وضحاها”.

جيل جديد يفرض معادلات مختلفة

حركة “جيل زد 212” تبدو أكثر من مجرد موجة غضب عابرة؛ فهي جرس إنذار اجتماعي يكشف عن عمق أزمة الثقة بين الشباب والدولة، وعن بروز جيل رقمي جديد يرفض الوسائط التقليدية للتعبير السياسي والاجتماعي.

✦ هذه الحركة تضع المغرب أمام تحدٍ مزدوج: كيفية الاستجابة لمطالب اجتماعية ملحة، وفي الوقت نفسه احتواء ديناميكيات احتجاجية جديدة يقودها جيل يتقن التنظيم عبر التكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى