Gen-Z-212.. حركة شبابية رقمية تهز المغرب بمطالب اجتماعية

شهد المغرب خلال الأيام الأخيرة موجة احتجاجات غير مسبوقة قادتها حركة شبابية رقمية مجهولة تُعرف باسم “جيل زد 212” (Gen-Z-212)، في إشارة إلى الجيل الجديد من الشباب المغربي (المولود بين 1997 و2012) ورمز الاتصال الدولي للبلاد (212).
اعتمدت الحركة على منصّات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وديسكورد لحشد المحتجين، ورفعت شعارات اجتماعية من قبيل: “الحرية، الكرامة، العدالة الاجتماعية” و”الشعب يريد إنهاء الفساد”.
خلفيات الاحتجاجات
بدأت التحركات بسبب تدهور الخدمات الصحية وأوضاع المستشفيات، لتتسع لاحقًا وتشمل ملفات التعليم والبطالة والفساد. ويرى مراقبون أن الغضب الشبابي يعكس شعورًا بعدم العدالة الاجتماعية، خاصة في ظل تخصيص الحكومة ميزانيات ضخمة للرياضة (كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030) مقابل ضعف الاستثمار في الصحة والتعليم.
المطالب الأساسية لـ”جيل زد 212″
- فرص العمل: توفير مواطن شغل للشبان المتخرجين.
- إصلاح التعليم: تحديث المنظومة التعليمية بما يتلاءم مع سوق الشغل.
- الصحة: تحسين الخدمات الصحية ومعالجة النقص في الموارد والأطباء.
- محاربة الفساد: إنهاء الممارسات التي تعيق توزيع الثروات بشكل عادل.
احتجاجات ميدانية وعنف متصاعد
نُظمت الوقفات في عدة مدن مثل تيزنيت، إنزكان، وجدة وتمارة، قبل أن تتحول إلى مواجهات مع قوات الأمن، شملت رشقًا بالحجارة وأعمال عنف ضد سيارات ومؤسسات. وتمّ إيقاف العشرات من الشباب، وهو ما اعتبرته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان “اعتقالات تعسفية”.
موقف الحكومة
من جهتها، أكدت الحكومة المغربية (المؤلفة من التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، والاستقلال) استعدادها لفتح باب الحوار، مشددة على أن مطالب الشباب تتقاطع مع برامجها الإصلاحية، خصوصًا في قطاع الصحة، مع الإقرار بأن نتائج الإصلاحات لا تظهر على الفور.
دلالات الحركة
تُظهر تجربة “جيل زد 212” أن الجيل الرقمي الجديد لم يعد يقبل الوسائط التقليدية في التعبير عن مطالبه. فهي ليست مجرد موجة غضب عابرة، بل جرس إنذار اجتماعي واقتصادي يعكس عمق أزمة الشباب المغربي بين البطالة وتدهور الخدمات الأساسية وتراجع الثقة في المؤسسات.