تونس والجزائر: انتظام اللجنة العسكرية وتوسيع مجالات التعاون دفاعاً عن استقرار المنطقة

شدّد وزير الدفاع الوطني خالد السهيلي، خلال لقائه صباح اليوم الثلاثاء بالجزائر مع الفريق أوّل السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الشعبي الجزائري، على أهمية انتظام اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون لتشمل التكوين والتدريب وتبادل المعلومات والخبرات.
تعاون عسكري متجدد ورؤية مشتركة
وأكد السهيلي أن العلاقات العسكرية بين تونس والجزائر تمثل نموذجاً للتعاون القائم على الثقة والاحترام المتبادل، مبرزاً رغبة تونس في الارتقاء بهذا التعاون إلى مستويات أرفع تواكب التحديات الإقليمية وتُسهم في حفظ الأمن والاستقرار على جانبي الحدود.
كما شدّد على ضرورة تكثيف الزيارات المتبادلة والمشاركة في الملتقيات العسكرية التي ينظّمها أحد الطرفين، بما يُعزّز التنسيق العملي بين المؤسستين العسكريتين.
شراكة دفاعية شاملة
وخلال استقباله من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عبّر وزير الدفاع التونسي عن اعتزاز تونس بعمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع الشعبين، مثمناً تطابق المواقف والرؤى بين القيادتين تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن “الشراكة التونسية الجزائرية ليست ظرفية بل استراتيجية، تنطلق من ثوابت الجوار والثقة والرغبة في بناء فضاء مغاربي آمن ومستقر”.
تنسيق ميداني لمجابهة التحديات
اللقاء بين الجانبين تطرّق أيضاً إلى سبل تطوير آليات التنسيق الميداني لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، مثل الإرهاب، والاتجار بالبشر، والهجرة غير النظامية، والتهريب، والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وتمّ التأكيد على ضرورة متابعة مخرجات اللجان القطاعية وتفعيل آليات العمل المشترك، بما يعزز الجاهزية ويُكرّس الأمن الحدودي.
اتفاقية جديدة لتعزيز التعاون الدفاعي
وتُوّجت زيارة وزير الدفاع التونسي إلى الجزائر، التي تمتد من 6 إلى 8 أكتوبر 2025، بتوقيع اتفاقية تعاون دفاعي جديدة تشمل مجالات التكوين، والتدريب، وتبادل المعلومات والخبرات، إلى جانب تطوير التعاون الميداني في تأمين الحدود المشتركة.
وتُعدّ هذه الاتفاقية امتداداً لتلك الممضاة سنة 2001، غير أنها تأتي في صيغة أكثر شمولاً وملاءمة للواقع الإقليمي الراهن، مما يجعلها خطوة نوعية نحو ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.