عالمية

الصين تخترع روبوتا أصغر من شعرة الانسان للعلاج الطبي

في خطوة وُصفت بأنها ثورة حقيقية في عالم الطب الدقيق والتقنيات الحيوية، أعلن فريق من الباحثين الصينيين عن تطوير روبوت ثلاثي الأبعاد متناهي الصغر على شكل يد بشرية، لا يتجاوز قطرها أربعين ميكرو مترا، أي أقل من قطر شعرة الإنسان الواحدة!

هذا الابتكار العلمي نُشر مؤخرًا في المجلة الدولية للتصنيع فائق الدقة، وأثار ضجة في الأوساط الأكاديمية والتكنولوجية، لما يحمله من إمكانات هائلة في مجال العلاج الموجّه وتشخيص الأمراض في مراحلها الأولى.


 يد آلية بحجم خلية… تتحرك وتستجيب ككائن حي!

الروبوت العجيب صُمم في المعهد التقني للفيزياء والكيمياء التابع لـ الأكاديمية الصينية للعلوم، ويعتمد على تقنية متقدمة تُعرف باسم الكتابة المباشرة بليزر الفيمتوثانية، وهي تكنولوجيا تسمح بتشكيل مجسمات بالغة الدقة على مستوى النانو.

ما يميز هذا الروبوت أنه يتكوّن من مواد متعددة تسمح له بالتحرك بطريقة “ذكية”، إذ يحتوي على:

  • وحدة تلتقط التغيرات في درجة الحموضة (pH)،

  • ووحدة أخرى تتحرك بتأثير المجال المغناطيسي.

عند غمر الروبوت في سائل، تبدأ “راحته” بالانفتاح والانغلاق استجابة لتغير درجة الحموضة، في محاكاة مدهشة لليد البشرية التي تنكمش غريزياً عند لمس جسم ساخن.


 تطبيقات مذهلة: من توصيل الأدوية إلى تنظيف البيئة

بفضل هذه الدقة في الحركة والاستجابة، يمكن للروبوت أن يتجنب العوائق ويتجه نحو خلايا محددة داخل الجسم، ليقوم بإمساك الجسيمات أو إطلاق الدواء في المكان المطلوب بدقة متناهية.

ويتوقع الباحثون أن تُفتح بهذا الابتكار آفاق جديدة في:

  • العلاج الموجّه للخلايا السرطانية،

  • تشخيص الأمراض الدقيقة في مراحل مبكرة،

  • وحتى معالجة الملوثات البيئية عبر روبوتات دقيقة تعمل داخل السوائل.


 نحو جيل جديد من “الأطباء الآليين”

هذا الاختراع الصيني يؤكد مرة أخرى أن الحدود بين الآلة والكائن الحي بدأت تتلاشى، وأن الطب المستقبلي قد يعتمد قريبا على روبوتات متناهية الصغر تسافر داخل أجسامنا لتصلح ما تعجز عنه يد الجراح.

وربما، كما يرى بعض الخبراء، لن يمر وقت طويل قبل أن تصبح “اليد الآلية المجهرية” أداة أساسية في غرف العمليات والمختبرات حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى