وطنية

مستشفى الرازي يطلق برنامج “التربية العلاجية” لمرضى الاضطرابات النفسية المزمنة

في خطوة رائدة ضمن مسار تطوير الرعاية النفسية في تونس، انطلق مستشفى الرازي للأمراض النفسية بمنوبة في تنفيذ برنامج جديد للتربية العلاجية موجّه إلى المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية مزمنة، بهدف مساعدتهم على فهم مرضهم والتعامل معه بوعي أكبر، وتفادي الانتكاسات والإيواء المتكرّر بالمستشفى.

وأوضحت الأستاذة الجامعية ورئيسة قسم الطب النفسي بالمستشفى، الدكتورة رابعة الجملي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنّ البرنامج يقوم على تشكيل مجموعات علاجية تضمّ ما لا يتجاوز 10 مرضى في كل مجموعة، يحضرون حصصاً أسبوعية تمتدّ بين ساعة وساعتين، يتمّ خلالها تبسيط المعلومات حول المرض من خلال أنشطة سلوكية تمثّل 80 بالمائة من محتوى الحصة، مقابل 20 بالمائة من المعلومات الطبية المباشرة.

وأضافت الجملي أنّ المجموعة الأولى من المرضى استكملت منذ أكثر من ستة أسابيع سلسلة الحصص المخصّصة لاضطراب ثنائي القطب تحت عنوان “حكاية مزاج”، وقد خضع المشاركون بعدها إلى حصتي دعم بعد ثلاثة أشهر لتقييم مدى استيعابهم للمفاهيم السلوكية والتطبيقية المكتسبة.

وتناولت هذه الحصص محاور متعدّدة، من بينها:

  • فهم طبيعة اضطراب ثنائي القطب وأسباب ظهوره.

  • تمييز علامات الاكتئاب والهوس وطرق التعامل مع كل مرحلة.

  • تعزيز الثقة بالنفس والقدرة على التكيّف الذاتي دون الحاجة إلى الإيواء المتكرر.

وكشفت الدكتورة الجملي عن انطلاق مجموعة ثانية ضمن البرنامج، تهدف إلى تمكين المرضى من الاعتماد على ذواتهم في التعامل مع المرض في مختلف مراحله.

كما أعلنت عن برنامج موازٍ موجّه إلى عائلات المرضى انطلق يوم 14 أكتوبر الجاري تحت عنوان “فاميليا”، يهدف إلى إرشاد الأولياء حول كيفية التعامل مع أبنائهم المرضى، والتعرّف على علامات الانتكاسة وطرق ضبط السلوك، وذلك في مجموعات صغيرة تضمّ من 8 إلى 10 أولياء.

يُذكر أنّ اضطراب ثنائي القطب يُعدّ من الاضطرابات المزاجية المزمنة التي تُصيب نحو 4 بالمائة من سكان العالم، ويتسبّب في تقلّبات حادّة في المزاج والطاقة والسلوك، ويمكن التحكّم فيه بالأدوية والعلاج النفسي وتعديل نمط الحياة.

ويأتي هذا البرنامج ضمن رؤية شاملة لتطوير منظومة علاج الأمراض النفسية في تونس، من خلال تطبيق مناهج علاجية عالمية تركّز على الوقاية والتربية السلوكية، في خطوة تعكس تحوّلاً نوعيّاً في التعاطي مع الصحة النفسية في البلاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى