لارا والخراف الراقصة: حديث الأخلاق وعوالم المهن

من تأليف القاصة ميساء موسى سردية “لارا والخراف الراقصة” ضمن سلسلة نحب القراءة موجهة للطفولة من 6إلى8سنوات .ومن العنوان كعتبة تكون الجاذبية خراف راقصة وهل ترقص الخراف؟ وكيف رقصت الخراف؟وهل لوجود لارا تأثير على الخراف مما يجعلها ترقص؟ كل هذه الأسئلة هي محل استثمار وتساؤل لدى الطفل القارئ وكل هذه الأسئلة سيرفع عنها الحجاب عند قراءة ومطالعة هذه القصة و قد صاحب القصة معجم طبيعي وبيئي هام مثل هضبة الوادي و الأغنام وأعشاب الأرض الخضراء والسهل مع عقدة و مسارالقصة المطلوبة سرديا والتي تمحورت حول حزن فتاة اسمها لارا وحزنها لأنها فقيرة ولا تملك أن تفرح مثل بقية الأطفال بثياب جديدة و العيد قادم. هذا الحزن انتبه إليه الراعي الذي ساعدها وهذا طبع الإنسان الخلوق المحب للطفولة والبشر عموم وهذه قيمة تساهم في صقل شخصية الطفل- القارئ وتوجب التذكير بها دوما في هذه القصص لتمرير الأخلاق السوية والمعاملات المطلوبة بين البشر لتحضير الطفل للغد وقد حمل بعديد الخصال التي تجعله في الحراك المجتمعي يحدث الفرق وليعيش الطفل في الأجواء الغير عادية والخرافية والسحرية مكن الراعي من أحد الأسرار وهي إن رقصت الخراف فسيقع الصوف عن جسمها وممكن جمع كمية منه و تحويلها لثياب جديدة عن طريق خياطة وانتهت مهمته وقتها.
وبين حزنها وفرحها بثيابها الجديدة والجميلة كانت الرحلة التي بدأت مع الراعي الذي مكنها من الصوف لتكتشف وهي تبحث عن منزل الخياطة العديد من الدور الأخرى والورشات فكان النجار والطباخ و المعلمة وفي هذه السن غالبا ما يسأل الطفل في القسم أو المدرسة وعند أقاربه ما هي المهنة التي تستهويك؟ وتريد أن تتوظف فيها؟ أو التي تريد ممارستها؟ وهي فرصة لعرض العديد من المهن عند استثمار القسم. حضرت هنا الحواس والكلمات والصور للتعبير والتعليم والتعلم والتعريف بهذه المهن فكانت رائحة الطعام الشهي والقبعة وإصلاح النافذة والقلم والنظارات المرتبطة بالخياطة وصور مثل المقلاة والمطرقة وآلة الخياطة التقليدية المتواجدة عموما بكل بيت والطاولة الخشبية والإبر.
لتتواصل الأخلاق والطيبة فبعد المساعدةالاولى من الراعي كانت الخياطة حاضرة لتخيط لها ثيابا جديدة مجانا وكان الشكر والاعتراف بالجميل من طرف الفتاة لتقابل كل صباحا الراعي وخرافه الجميلة لتلعب معهم و”تزور العجوز في منزلها حيث كانت تعيش وحيدة ” وهذه الزيارة يكون لها وقع كبير على نفسية العجوز التي تعيش لوحدها.
ومن ضمن المفاتيح الهامة في هذه السردية الطريفة كلمة المساعدة التي يجب أن ترافق المحتاج كي تلبى حاجته قد مثلت الفتاة هنا هذه الحاجة بكل عفوية وبدون تفاصيل وتعقيدات فقط الفرح مثل أندادها فقد تحدثت عن وضعيتها المالية أولا مع الراعي ثم طلبت المساعدة من الخياطة بعد أن جمعت الصوف من عند الخراف والراعي والمفتاح الثاني الذي توجب الوقوف عليه هو الفضول المصاحب للطفولة في هذه السن كطلبها بإلحاح معرفة السر الذي تحدث عنه الراعي عندما قالت الكاتبة سألته الفتاة ما هو السر؟… هيا اخبرني”.
كما صاحبت الرسوم حالات الشخصيات والحيوانات مثل حزن الفتاة وهي تجلس فوق الصخرة ثم ابتسامتها وهي تمسك أحد الخرفان بعد أن سقط صوفها وابتسامتها الجميلة وهي ترتدي الثوب الأبيض الناصع عند الخياطة أو علامات الحزن والقلق لأحد الخرفان عندما اقترب من الفتاة. إذا الطفل مشدود في هذه السن للنص المكتوب والنص المصور.
إن نص “لارا والخراف الراقصة” حامل لحالات نفسية ووجودية يمر بها الطفل هنا وهناك تؤثر فيه وضعيته المادية والفقر فتتأثر نفسيته الهشة والمهم أن نتحدث عنها لحلها والتقدم نحو الأفضل وأخلاق ومعاملات الكبار مع الصغار ومد يد المساعدة للطفل ولغيره مع ثقافة المهن وأدواتها وما تقدمه من خدمات.
طارق العمراوي