قبلي: وزير الفلاحة يفتتح موسم جني التمور ويؤكد دور القطاع كمحرك للنمو ومصدر للعملة الصعبة

افتتح وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، عز الدين بن الشيخ، اليوم الخميس، موسم جني التمور بضيعة الصميدة بمنطقة زعفران بمعتمدية دوز الجنوبية بولاية قبلي، مؤكدًا أن قطاع التمور يمثل محركًا للنمو ومصدرًا هامًا للعملة الصعبة، إضافة إلى كونه ركيزة للتنمية الجهوية، خاصة في المناطق الجنوبية والواحية.
قطاع التمور: نموذج للنجاح الاقتصادي
وأشار الوزير إلى أن قطاع التمور أصبح نموذجًا ناجحًا لمنظومات الإنتاج الفلاحي المتكاملة، حيث يساهم بنسبة معتبرة في الناتج الداخلي الخام الفلاحي ويعزز الصادرات الغذائية. وأضاف أن صادرات الموسم المنقضي بلغت حوالي 128 ألف طن بعائدات تقارب 850 مليون دينار، ما يجعل التمور تحتل المرتبة الثانية بين الصادرات الفلاحية بعد زيت الزيتون.
كما شدد الوزير على أن القطاع يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية، ويخلق أكثر من 2 مليون يوم عمل سنويًا، ويمد الرزق لما يقارب 50 ألف عائلة، إلى جانب دوره في تثمين الموارد الطبيعية والحفاظ على التوازنات البيئية وتنشيط السياحة الصحراوية.
قبلي تتصدر الإنتاج الوطني
أوضح الوزير أن ولاية قبلي تنتج حوالي 75% من الإنتاج الوطني للتمور، بما يعادل 298 ألف طن، وتنتج 80% من نوع دقلة النور بفضل امتداد الواحات على أكثر من 40 ألف هكتار.
وأشار إلى أن النشاط الفلاحي الواحي يشهد خلال موسم الجني تنظيم تظاهرات اقتصادية وثقافية ورياضية، بالإضافة إلى معارض لتثمين منتجات المرأة في الوسط الريفي.
دعم الفلاحين ومواكبة الإنتاج
أكد الوزير على الاستعدادات التي قامت بها الوزارة لإنجاح موسم التمور، بدءًا من تلقيح العراجين وتنظيف الأشجار والمعالجة الصحية وصولًا إلى الجني والترويج والتصدير.
كما ذكر إصدار منشور مشترك مع البنك التونسي للتضامن لرفع قيمة التمويلات المخصصة لموسم التمور إلى 20 مليون دينار، مع تبسيط الإجراءات وتقليص آجال دراسة المطالب، لدعم الفلاحين في مواجهة تكاليف الإنتاج وضمان الترويج الجيد للمنتوج.
صابة قياسية وجودة عالية
وأشار المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية، أسامة رحماني، إلى أن صابة الموسم الحالي قياسية، حيث تقدر بحوالي 298 ألف طن، منها 284 ألف طن من دقلة النور، نتيجة تكاتف جهود الفلاحين والمصالح الإدارية لمواجهة الآفات والتقلبات المناخية.
مع ذلك، أشار إلى أن عملية الترويج ما زالت دون المستوى المنتظر بسبب نقص المجمعين بالجهة، مما يجعل الجمع يسير بشكل بطيء ويؤثر على حلقة الإنتاج.
تحديات وفرص القطاع
أكد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، معز بن زغدان، أن قطاع التمور يمثل تقريبًا النمط الاقتصادي الوحيد بجهة قبلي في ظل تعثر السياحة، مسجلًا مساهمة كبيرة في العائدات بعملة صعبة والتي بلغت الموسم الماضي حوالي 900 مليون دينار.
كما أشار إلى التحديات التي تواجه القطاع، مثل ندرة المياه، تكاثر الآبار غير المرخصة، تغير المناخ، والأمراض والآفات.
وشدد على ضرورة إيجاد أسواق جديدة لرفع قيمة المنتوج الوطني وزيادة الصادرات بما يعود بالنفع على جميع حلقات الإنتاج.


